Masabih Satica
المصابيح الساطعة الأنوار
Genres
المجاز
ومنه المجاز مثل قوله تعالى: ((في سبيل الله وابن السبيل)) [التوبه:60] ومثل قوله تعالى: ((واخفض لهما جناح الذل)) [الإسراء:24] فسمى ابن السبيل على المجاز، وكذلك جناح الذل وليس ثم جناح على الحقيقة وإنما هو على المجاز.
الغامض
وأما الغامض فهو الذي لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم كما قال عز من قائل: ((وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب)) [آل عمران:7] فأولئك العلماء الصالحون من ورثة الكتاب ومن تبعهم من ذوي الألباب.
القصص والعبر والأمثال والوجه في تجزئة بعض الأخبار وتكرار بعض
وأما القصص والعبر والأمثال والمواعظ والأخبار، وأمثال ذلك فظاهر.
قال إمامنا المنصور بالله عليه السلام وقد سئل عن الوجه في كون بعض القصة في موضع من القرآن وتمامها في موضع آخر: إن ذلك جاء كذلك لمصالح يعلمها الله تعالى لتعلق بعض المعاني ببعض القصة في موضع من القرآن، وبعضها بالبعض الآخر، أو اقتضت الحكمة أن يكون كل شيء من ذلك في موضعه، وكذلك تكرار القصص لولا أن تفصيل ذلك يستغرق زمانا وكتبا لبينا لك من بديع الكلام ومعاني القرآن ما تعلم به وجه الحكمة.
وقد أشار بعضهم إلى شيء من ذلك حيث قال: ومن الكتاب العزيز آيات مكررة قصصه وأحكامه ووعده ووعيده، وذلك لاتساع الكلام والإبلاغ والبيان فكرر ما كرر ذلك لفوائد يعرفها اليقضان منها: التأكيد والرسوخ في النفوس، لأنها أنفر شيء عن الوعظ والنصح.
Page 136