al-Masabih fi ʾitbat al-ʾimamat
المصابيح في إثبات الإمامة
Investigator
تقديم وتحقيق : مصطفى غالب
Edition Number
الأولى
Publication Year
1416 - 1996 م
Your recent searches will show up here
al-Masabih fi ʾitbat al-ʾimamat
al-Kirmani d. 411 AHالمصابيح في إثبات الإمامة
Investigator
تقديم وتحقيق : مصطفى غالب
Edition Number
الأولى
Publication Year
1416 - 1996 م
في استيفاء حكمة الله فيما صنعه وذرأه لتعمر الآخرة أن يكون فيما بين البشر رسوم وأحكام يجرون على قضاياها فتنسد (1) أبواب الفتن، إذا الرسوم التي هي.
لما كان نوع البشر لا استطاعة له في قبول كل الحكمة دفعة واحدة، فكان غير ممكن أن يبقى رسول الله (صلعم) فيما بينهم فيعلمهم يوما بيوم ما ينزله الله تعالى من الحكم، ولا في استطاعة من يقوم مقام الرسول ويسد مسده في التعليم أن يعلم من غير قانون يرجع إليه في التعليم الحكمة، وجب أن يكون بين الأمة قانون للحكمة (2) موضوعا يكون مرجع القائم مقام الرسول إليه في تعليم، والقانون هي الكتب، والشرائع، والرسوم، والوضائع. إذا الرسوم التي هي الشرائع واجبة.
لما كان الفيض من عالم القدس لا ينقطع عن المؤيدين خصوصا، وكان شيئا روحانيا ليس في استطاعة البشر نيله إلا من كانت نفسه متهيئة للقبول.
وكان الذي يناله برفيع جده إذا لم يقيد تلك الحكم والمعارف التي لاحت في نفسه المؤيدة من فيض عالم القدس بما يكون محسوسا لائقا به من الحروف والوضائع، فيكون للبشرية وصلة إليها كما فعل الباري تعالى بلطيف صنعه من إبداع الأطعمة اللذيذة الروحانية اللطيفة الممتنعة عن الدرك إلا من جهة الأجسام التي تحفظها الأجسام المحسوسة، فعقدها بها ليصل البشر بها لئلا تبطل الحكمة في الإفاضة ببطلان الانتفاع بها، وجب أن يكون الفيض الذي هو الحكم
Page 48