132

Marzuban Namah

مرزبان نامه

Publisher

مؤسسة الانتشار العربي،بيروت - لبنان،عن طبعة حجرية في مطبعة أحمد أفندي الازمرلي في القاهرة ١٢٨٧ هـ

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٩٩٧ م

Publisher Location

١٨٥٨ م

ربما تعود المياه إلى مجاريها ويعطي القوس باريها وتتحرك النفس الأبية والشهوة التي طالما ألقت بصاحبها في بلية وأن الإنسان دائر مع اختلاف أخلاق الزمان فإن الزمان كالوعاء والإنسان فيه كالماء وإنه يعطيه من أخلاقه ما يقتضيه ويرتضيه من كدرته وصفائه، ولهذا قيل لون الماء لون إنائه وقد قيل الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم وناهيك يا ذا الكرامات بما قاله صاحب المقامات شعرًا: ولما تعامى وهو أبو الورى ... عن الرشد في أنحائه ومقاصده تعاميت حتى قيل أني أخو العمى ... ولا غرو أن يحذو الفتى حذو والده والأسد في هذا الأوان ماش على ما يقتضيه الزمان وأن الزمان يتحول فيرجع إلى خلقه الأول، أما بلغك يا ذا العظمة قضية الحائك والحية قال الجمل لا والله أخبرنا كيف كانت تلك القضية، قال الدب: ذكروا أن حائكًا من الحياك له زوجة تخجل شمس الأفلاك، صورتها مليحة وسيرتها قبيحة فشم زوجها روائح مما هي عليه من القبائح فطلب تحقيق ذلك ليبلغها المهالك فقال لها إني مسافر إلى ضيعة لأجل فائدة في بيعة وغائب أيامًا يسيره لفائدة كثيرة فاقصري ما بك واحفظي من السوء جنابك فقالت: أنا بنت

1 / 143