وقوله تعالى }بل يداه مبسوطتان{ [المائدة/64] قد تولى الله تعالى تفسير ذلك بقوله بعدها مباشرة }ينفق كيف يشاء{ [المائدة/64]، ولا يجوز تفسير ذلك: بأن لله يدين اثنتين يبسطهما، إذ أن ذلك تشبيه وتمثيل له تعالى بخلقه تعالى الله عن الجوارح والأعضاء }ليس كمثله شيء{ [الشورى/11].
وقوله تعالى: }تجري بأعيننا{ [القمر/14]، بمعنى: تجري في حراستنا وحفظنا.
وقوله تعالى: }يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله{ [الزمر/56]، بمعنى: على ما فرطت في طاعة الله. إذ التفريط إنما يكون في الطاعة.
وقوله تعالى: { كل من عليها فان* ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } [الرحمن/26-27]، معناه: ويبقى ربك.
وكذلك قوله تعالى { إنما نطعمكم لوجه الله } [الإنسان/9]، { فثم وجه الله } [البقرة/115]، ولا يجوز تفسير ذلك بالأعضاء والجوارح تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
وقوله تعالى: }وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة{ [القيامة/22-23] ناظرة بمعنى: منتظرة لرحمة الله وثوابه، كما أن وجوه العصاة تنتظر يومئذ النقمة الفاقرة، والعقاب الدائم.
ولا يجوز أن يفسر ذلك: بأن الله يرى يوم القيامة، وذلك أن الرؤية بالعين لا تقع إلا على المخلوقات، فكل ما يرى بالعين فهو مخلوق محدث.
Page 37