{والله يقضي بالحق}
تدل هذه الآية أن الله لا يقضي بالباطل والكفر والفساد، ومن هنا فلا يجوز القول بأن المعاصي بقضاء الله تعالى ويراد بذلك أنه خلقها أو أمر بها أو أرادها أو شاءها، وقد يراد بالقضاء العلم فيقال: إن المعاصي بقضاء الله أي أنه تعالى عالم بها، وقد قال تعالى: }والله يقضي بالحق{ [غافر/20]، وقال تعالى:}وما الله يريد ظلما للعباد{ [غافر/31]، وقال:}ولا يرضى لعباده الكفر{ [الزمر/7]، }والله لا يحب الفساد{ [البقرة/205]، فكل ذلك يدل على أن الله تعالى لا يريد شيئا من القبائح، ولا يحبه ولا يرضاه ولا يشاؤه، وقد تقدم الدليل الدال على أن الله تعالى لا يفعل القبيح، وإرادة القبيح قبيحة.
{يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}
من مقتضى الحكمة: أن الله تعالى لا يفعل لعباده ولا يكلفهم إلا بما يدعوهم إلى الفلاح، ويكسبهم الصلاح سواء كان ذلك محنة أو نعمة أو تكليفا، وذلك لأنه تعالى حكيم، والحكيم لا يفعل إلا ما هو صواب ومصلحة، فكل ما نرى من الأمراض والمحن والخوف والأمن والفقر والغنى والخصب والجدب و...إلخ.
أما النعم: فوجه الحكمة فيها ظاهرمكشوف.
Page 19