134

لا، بل هناك من الأطباء من هم واقعون في الخطأ العام الذي يستفيدون منه ومن هم يستفيدون منه من غير أن يقعوا فيه، والسيد بورغونك مثلا هو طبيب من قمة رأسه إلى باطن قدميه، فهو يؤمن بقواعده أكثر من إيمانه بجميع البراهين الحسابية، ويعتقد أنه من الخطأ أن يجري امتحان على هذه القواعد، وهو إلى ذلك كله لا يرى في الطب شيئا مبهما أو مشبوها به أو صعبا، وبكل ما في روحه من الشراسة لا يعمد إلى وزن ما يجريه أو التبصر به، ولا ينبغي أن يؤاخذ على ما يفعل، فهو يشحن الرجل إلى العالم الآخر بنية سليمة، ولا يكون فعل بقتله إياك إلا ما فعله بزوجته وأولاده وما يفعله بنفسه عند الحاجة.

أرغان :

يظهر يا أخي أن حقدك على هذا الطبيب يرجع إلى زمن بعيد، ولكن لنرجع إلى صلب الموضوع، ماذا يفعل الإنسان عندما يمرض؟

بيرالد :

لا يفعل شيئا.

أرغان :

أبدا؟!

بيرالد :

أبدا مطلقا، فما عليه إلا أن يلزم السكينة والراحة، فالطبيعة نفسها عندما نتركها على سجيتها تتملص بكل هدوء وتؤدة من الخلل الذي سقطت فيه، فالقلق الذي يستولي علينا وفراغ الصبر هما اللذان يعكران على الطبيعة مجراها، وأرى أن معظم الناس يموتون من عقاقيرهم وليس من أمراضهم.

أرغان :

Unknown page