٣١ - وَقَالَ مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ: كَانَ اللَّيْثُ إِذَا تَكَلَّمَ رَجُلٌ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ أَخْرَجَهُ، قَالَ: قَالَ: فَلَمَّا دَخَلْتُ مِصْرَ تَكَلَّمْتُ فِي الْجَامِعِ، فَإِذَا رَجُلانِ قَدْ دَخَلا فَأَخَذَانِي، فَقَالا: أَجِيبْ أَبَا الْحَارِثِ.
قَالَ: فَذَهَبْتُ وَأَنَا أَقُولُ: وَاسَرَفَاهُ، أَخْرُجُ مِنَ الْبَلَدِ لِكَذَا، قَالَ: فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَى اللَّيْثِ سَلَّمْتُ، فَقَالَ: أَنْتَ الْمُتَكَلِّمُ فِي الْمَسْجِدِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ.
قَالَ: أَعِدْ عَلَيَّ مَا قُلْتَ، قَالَ: فَأَعَدْتُهُ، فَرَقَّ الشَّيْخُ وَبَكَى، فَقَالَ: مَا اسْمُكَ؟ قُلْتُ: مَنْصُورُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ: ابْنُ السَّرِيِّ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَدَفَعَ إِلَيَّ كِيسًا، وَقَالَ لِي: أَقِلَّ مِنْ هَذَا الْكَلامِ عَنْ أَبْوَابِ السَّلاطِينِ، وَلا تَمْدَحَنَّ أَحَدًا مِنَ الْمَخْلُوقِينَ بَعْد مَدْحِكَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلَكَ عَلَيَّ فِي كُلِّ سَنَةٍ مِثْلَهَا
1 / 47