فلما كان الاعتداء الثلاثي، وما أعقبه من انسحاب القوات المعتدية، جعل يلتمس العزاء في طوايا الموقف، قال: لولا الولايات المتحدة لقضي علينا.
فقلت: بل الإنذار الروسي.
ولكنه رفض ذلك بشدة وقال: يحسن بنا ألا نفرط في الصداقة الأمريكية بعد اليوم.
ولما أعلنت القوانين الاشتراكية اجتاحه الرعب، وغشيته كآبة ثقيلة ثابتة، قلت له: إنك صاحب مهنة، ولن تعرف الفقر.
فقال: لم يعد لشيء قيمة.
ثم قال: زوجتي تنصحني بالهجرة.
فقال له رضا حمادة: لا داعي لذلك على الإطلاق.
فقال: الاشتراكية تعبير عن الحقد على المتفوقين، وقد استولى حكامنا على السلطة بقوة السلاح لا العلم.
فسأله: وما رأيك في مشكلة الفقر في مصر؟
فأجاب بسذاجة: كل يتقرر موضعه على قدر طاقته، وتلك هي حكمة الله سبحانه!
Unknown page