وضحك لأول مرة فشعرت بالنجاة أكثر، وحاولت تبديد ظنونه وتشجيعه. وقام وهو يذكرني بمطلبه الأصلي فقلت له: سأبذل ما فوق طاقة الإنسان.
وقد بررت بوعدي. وما إن طرقت الموضوع حتى هتفت أماني: الوحش وصل إليك!
واحترقت عيناها بنار الغضب فذكرتها بواجبها نحو ابنها وابنتها فصاحت: أنت لا تعرفه!
فقلت: بل أعرفه من قديم، ليس شيئا كما تتوهمين، وهو خير من كثيرين. - كلا .. أنت لا تعرفه.
فأصررت على نصحها فصاحت: كفى .. لا تضطهدني. - بل لي عليك عتاب، كيف تخفين عني علاقتك الزوجية وأنت تعلمين أنه يطاردك؟
فهتفت: لا غيرة عنده ألبتة! - إنه يحب ابنه وابنته. - بل يحب نفسه وحدها. - المسألة ...
فقاطعتني بحدة: المسألة أنك لا تحبني.
ثم وهي تجفف عينيها: مات الحب في هذه الدنيا منذ زمن بعيد.
ثم رمتني بنظرة عتاب وقالت: لم تقل لي إنك تحبني ولا مرة واحدة، ولكني لا ألومك.
فقلت معتذرا: أنت تستحقين الحب أما أنا فلم أعد أهلا له. - كلام .. كلام .. كلام. - ستجدين في بيتك ما هو أهم.
Unknown page