قال: عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة، فأنتم تكرهون أن تخرجوا من العمران إلى الخراب!.
قال: يا أبا حازم، ليت شعري ما لنا عند ربنا عز وجل!.
قال: اعرض عملك على كتاب الله عز وجل.
قال: فأين أجده في كتاب الله عز وجل!.
قال: {إن الأبرار لفي نعيم. وإن الفجار لفي جحيم}.
قال سليمان: فأين رحمة الله؟.
قال أبو حازم : قريب من المحسنين.
قال سليمان: يا أبا حازم، ليت شعري كيف العرض غدا على الله عز وجل؟.
قال أبو حازم: أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله، وأما المسيء فكالآبق يقدم على مولاه.
فبكى سليمان حتى اشتد بكاؤه، ثم قال: يا أبا حازم، كيف لنا أن نصلح؟.
قال: أن تدعوا عنكم الصلف، وتتمسكوا بالمروءة، وتقسموا بالسوية.
قال: وكيف المأخذ لذلك؟.
قال: تأخذه من حقه وتضعه في أهله.
قال: يا أبا حازم، من أفضل الخلائق؟.
Page 92