24

Marāqī al-ʿIzza wa-Muqawwimāt al-Saʿāda

مراقي العزة ومقومات السعادة

Publisher

دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٤٣ هـ - ٢٠٢١ م

Publisher Location

الدمام - السعودية

Genres

فاقضوا مآربكم عجالًا إنما … أعماركم سفر من الأسفارِ وتراكضوا خيل الشباب وبادروا … أن تسترد فإنهن عوارِ وقال الآخر: متاع غرور لا يدوم سرورها … وأضغاث حلم خادع ببهائهِ فمن أكرمت يومًا أهانت له غدًا … ومن أضحكت قد آذنت ببكائهِ فكم في كتاب الله من ذكر ذمها! … وكم ذمها الأخيار من أصفيائهِ! (^١) وقال لبيد بن ربيعة (^٢): بَلِينا وما تبلى النجوم الطوالعُ … وتبقى الديار بعدنا والمصانعُ وما المرء إلا كالشهاب وضوئه … يحور رمادًا بعد إذ هو ساطعُ وما المال والأهلون إلا ودائع … ولا بد يومًا أن ترد الودائعُ أليس ورائي إن تراخت منيتي … لزوم العصا تُحنَى عليه الأصابعُ وقال الآخر: فهن المنايا أي واد سلكته … عليها طريقي أو عليَّ طريقها (^٣) وقال الآخر: ومن لم يمت بالسيف ما ت بغيره … تنوعت الأسباب والموت واحدُ (^٤) ثالثًا: ينبغي أن يعلم المصاب أن في طي المحنة منحةً، وفي البلية نعمة، وأن الخيرة فيما يختاره الله؛ كما قال تعالى: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ﴾ [البقرة: ٢١٦]، وقال تعالى: ﴿فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [النساء: ١٩].

(^١) الأبيات لابن مشرّف. انظر: «ديوانه» (ص ٣٨). (^٢) انظر «ديوانه» ص (٥٦)، ويوجد فيه اختلاف يسير. (^٣) البيت بلا نسبة. انظر: «مجموع الفتاوى» (١٥/ ٢١٥)، «بدائع الفوائد» (١/ ١١٩). (^٤) البيت لابن نباتة السعدي. انظر: «الدر الفريد» (٧/ ٤٤٧)، «المحاضرات والمحاورات» للسيوطي ص (٣٧٩).

1 / 28