فغنى الأبيات بصوت حزين بكى له الوليد، وبكى له من معه، ثم عاوده الفرح فجأة، وطلب إلى أبي كامل أن يغني:
أصبح اليوم وليد
هائما بالفلوات
ابعثوا خيلا لخيل
ورماة لرماة!
فلما سكت أطرق الوليد طويلا، ثم اتجه إلى عبد الصمد بن الأعلى وقال: أما لهذا الليل من آخر يا ابن عبد الأعلى؟ أما آن لهذه الغمرات أن تنجلي؟ لقد طالت مدة هشام حتى مللت انتظار يومه، وكأنه يريد أن أسبقه إلى الموت.
فقال عبد الصمد: رفقا بنفسك يا مولاي، فإني أرى في ظلمات الغيب نورا يأتلق، وأسمع في صدري همسا يبشر بالفرح القريب:
ألم تر للنجم إذ شيعا
يبادر في برجه المرجعا؟
فقلت وأعجبني شأنه
Unknown page