إن المخترعات الجديدة تخدم ارتقاء المرأة لأنها حررتها من مشقة العمل في البيت والمصنع وزادت فراغها الذي تستطيع، بل يجب، أن تستخدمه في تربية شخصيتها وترقية عائلتها ومجتمعها.
وإذن فلتدخل المرأة في المجتمع المصري كي تزيده بهاء بجمالها، وحيوية بنشاطها، ولتعمل إلى جنب الرجل في جميع أنواع الارتقاء الشخصي والاجتماعي.
وزارة للعائلة
جاء في أحد الأخبار الخارجية أن إحدى دول الشمال الغربي في أوربا، لعلها سويد أو نرويج، قد قررت إيجاد وزارة للعائلة؛ وذلك على أثر ما اتضح في السنوات الأخيرة من تفاقم الطلاق بكثرة الراغبين فيه وتشرد الأطفال بسبب الكثرة في الطلاق.
وسوف يكون هدف هذه الوزارة بحث الأسباب التي تؤدي إلى التنافر بين الزوجين، ثم تشجيع الآباء على التناسل المعقول، ورد المكانة إلى البيت حتى يعود كما كان قبل السنوات الأخيرة مكان الولاء والحب والضيافة والتسلية والقراءة والطبخ الراقي والإقامة المريحة ونحو ذلك.
وأنا أؤثر استعمال كلمة عائلة التي اخترعناها قبل أكثر من نصف قرن على استعمال كلمة أسرة التي تشيع خطأ على أقلام كتابنا.
ذلك أن الأسرة غير العائلة.
فإن معجم «أقرب الموارد» يقول عن الأسرة إنها: «رهط الرجل وأهل بيته لأنه يتقوى بهم» ويصف الرهط بأنه: «قوم الرجل وقبيلته».
وواضح من هذه التعاريف أن كلمة «أسرة» لا تدل على المعنى الذي نعنيه منها في أيامنا. وقد سبق للأستاذ عبد القادر المغربي أن أوضح هذا قبل نصف قرن.
ومع ذلك نحن نحتاج إلى الكلمتين. فإننا نحب أن نحدد معنى «العائلة» بحدودها العصرية؛ أي إنها الزوجان وأبناؤهما لا أكثر. أما الأسرة فيبقى معناها كما هي؛ أي الزوجان وأبناؤهما والأخوال والأعمام؛ أي الرهط.
Unknown page