إن الفصل بين الجنسين، وقصر نشاطك الذهني والجسمي على البيت، قد ملأ هذا المجتمع المصري بآثام وشرور كادت تحيل أفراده أو بعض أفراده إلى حيوانات.
هذا الفصل هو علة الشذوذ الجنسي الذي يجعل من الرجل حيوانا، قبيحا، زريا، مريضا، يحيا في هذه الدنيا حياة سرية يفترس الصبيان ويفسدهم ويحرفهم عن رجولتهم القادمة. ولا علاج لهذه العاهة إلا بالاختلاط بين الجنسين، حتى يتجه الاشتهاء الجنسي وجهته الطبيعية ولا ينحرف، بحيث يحب الرجل المرأة ولا يحب الغلام ...
ثم قارني بين المرأة المخدرة التي تلزم بيتها وتتبرج لزوجها وبين المرأة المنتجة العاملة. الأولى انفرادية تحمل في نفسها جميع المساوئ التي تنشأ من الأنانية الانفرادية فضلا عن تحديد ذهنها بالمحظورات والمحرجات. أما الثانية فاجتماعية، تحمل في نفسها جميع الفضائل الاجتماعية، وأولها حرية التفكير وحرية التجربة وحب الخير العام.
إن الفضيلة، مثل الذكاء، عادة اجتماعية؛ إذ ليس هناك معنى للصدق أو الخير العام، أو الإنسانية، أو الحب للبشر، أو الشهامة، أو الشجاعة، إلا فيما يصل بيننا وبين المجتمع.
قد يقال لك إنك أكرم من أن تلوثي بأدران المجتمع، ولكن إذا كان المجتمع ملوثا فهو يحتاج إليك كي تطهريه.
وقد يقال إن البيت يحميك من كوارث الدنيا، ولكن هذه الكوارث تربينا. وحقك في التربية والنمو والنضج هو في النهاية حقك في الاقتحام ولقاء الكوارث.
تعلمي صناعة، واحترفي حرفة قبل الزواج، حتى تختاري زوجك عن حب وتقدير وليس لأنه سيعولك لأنك عاطلة تعجزين عن أن تعولي نفسك. والصناعة فوق ذلك تصون كرامتك، وتصل بينك وبين المجتمع، وتكسبك الإحساسات الاجتماعية.
إن أخطر ما تعملينه في حياتك، أيتها الفتاة، هو اختيارك لزوجك؛ ذلك أنك بهذا العمل قد اخترت رجلا سوف يحيا معك ويعاشرك طيلة عمرك. وسوف يكون أبا لأبنائك، وعلى قدر ما فيه من ميزات بيولوجية، مثل الذكاء الفطري والصحة الجسمية وجمال القوام والوجه، سيكون كل ذلك أو معظمه في أبنائك بنتيجة الوراثة.
ثم على قدر ما فيه من أخلاق ومطامع وعادات سيكون كل ذلك أو معظمه في أبنائك بعامل القدوة.
فلا تهملي الدقة في الاختيار، واجعلي هدفك أن يكون هذا الزوج الذي تختارينه زوج العمر، زوج الحياة، بحيث لا تشكين في أنه سيسأمك ويتزوج غيرك بعد سنة أو سنتين.
Unknown page