86

يحط من كرامة الآثار الموجبة لإحياء أمر الأئمة (ع)، المحبوبة لهم. وقد استفادت منها الامة آثارا دنيوية واخروية.

وفي الحديث عن رسول الله (ص)، قال لأمير المؤمنين (ع): «إن حثالة من الناس يعيرون زوار قبوركم كما تعير الزانية بزناها ، اولئك شرار امتي ، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة» (1).

* قول الشعر فيهم

من الواضح الذي لا يرتاب فيه ، إن نظم الشعر في أي أحد تعريف به ، وإحياء لذكره ، وإقامة لأمره. فإن آثار الرجال مهما كبرت في النفوس ، وعظم أمرها قد يخمل ذكرها بمرور الزمن وتباعد العهد ؛ فيغفل عن تلك المآثر ، ويتناسى ما لها من أهمية كبرى. ولما كان القول المنظوم أسرع تأثيرا في الإصاخة ؛ لرغبة الطباع إليه ، فتسير به الناس ، وتلوكه الألسنة ، وتتحفظ به القلوب ، وتتلقاه جيلا بعد جيل ، وتأخذه امة بعد امة ، حفظ الأدب العربي كثيرا من قضايا الامم وسيرها وحروبها في الجاهلية والإسلام.

فمما قاله دعبل الخزاعي في بقاء الشعر مدى الأزمان :

إني إذا قلت بيتا مات قائله

ومن يقال له والبيت لم يمت

وقال عروة بن اذينة :

نبئت أن رجالا خاف بعضهم

شتمي وما كنت للأقوام شتاما

وبما أن ذكرى أهل البيت (عليهم السلام) قوام الدين ، وروح الإصلاح ، وبها تدرس تعاليمهم ، ويقتفى أثرهم ، طفق الأئمة المعصومون (ع) يحثون مواليهم بنشر ما لهم

Page 111