لسماع ندبتها ، فيبكون على افول شمس النبوة وانقطاع وحي السماء ، وطموس النصائح الالهية.
3 إن المرأة إنما تبكي فقيدها في الجبانة إذا كان مقبورا هناك. ولم ينقل أحد خروج المرأة إلى المقبرة على حميمها وهو مدفون في غيرها والعادة متساوية في جميع العصور ... ونسبة (أبي الفرج) خروج ام البنين إلى البقيع فرية واضحة ؛ إذ لا شاهد عليها ، وغايته التعريف بأن مروان بن الحكم رقيق القلب ، فاستدرار الدمعة إنما يتسبب من انفعال النفس بتصور العدوان الوارد على من يمت بحميمه بنحو من أسباب الصلة فيحتدم القلب وتهيج العاطفة فسريع الدمعة تهمل عينه وعصيها تجيش نفسه بالبكاء ، ومروان بن الحكم هو المتشفي بقتل الحسين (ع) وقد أظهر الفرح والشماتة بقوله لما نظر إلى رأس الحسين (ع):
يا حبذا بردك في اليدين
ولونك الأحمر في الخدين
4 إن أبا الفرج في (المقاتل) ناقض نفسه حيث قال في مقتل العباس (ع): وكان آخر من قتل من إخوته من امه وأبيه فحاز مواريثهم (اه).
وروايته هذه توافق النص الذي سجله مصعب الزبيري في نسب قريش / 43 فإنه قال : ورث العباس إخوته إذ لم يكن لهم ولد ، وورث العباس ابنه عبيد الله ، وكان محمد وعمر حيين فسلم محمد لعبيد الله ميراث عمومته وامتنع عمر حتى صولح ورضي من حقه (اه). وقال أبو نصر البخاري في سر السلسلة العلوية / 89 المطبعة الحيدرية بالنجف : لما كان يوم الطف قدم الحسين (ع) إخوة العباس جعفرا وعثمان وعبد الله فقتلوا جميعا ، فورثهم العباس ، ثم قتل العباس فورثهم جميعا ابنه عبيد الله بن العباس ، وهذا يفيدنا وثوقا بوفاة ام البنين يوم الطف فإنها لو كانت موجودة لكان ميراث إخوة العباس مختصا بها ؛ لكونها امهم ، ولا يرثهم العباس حتى ينتقل إلى ولده عبيد الله وعدم منازعة (محمد بن الحنفية) لعبيد الله في ميراث عمومته على وفق الشريعة ؛ لأن العباس يتصل بإخوته الشهداء بسببين : الأب والام ، ومحمد يتصل بهم من جهة الأب ، وذو السببين يقدم في الميراث ، ولم يفقه عمر الأطرف وجه المسألة ، وهو ابن علي باب مدينة العلم ، وكان عليه أن يراجع إمام الامة زين العابدين (ع) كي لا يقع في
Page 339