276

* السفر من كربلاء

لما سير ابن سعد الرؤوس إلى الكوفة ، أقام مع الجيش إلى الزوال من اليوم الحادي عشر ، فجمع قتلاه وصلى عليهم ودفنهم ، وترك سيد شباب أهل الجنة وريحانة الرسول الأكرم ومن معه من أهل بيته وصحبه بلا غسل ولا كفن ولا دفن (1)، تسفي عليه الصبا ، ويزورهم وحش الفلا.

فإن يمس فوق الترب عريان لم تقم

له مأتما تبكيه فيه محارمه

وبعد الزوال ارتحل إلى الكوفة ومعه نساء الحسين (ع) وصبيته وجواريه وعيالات الأصحاب وكن عشرين امرأة (3) وسيروهن على أقتاب الجمال بغير وطاء كما يساق سبي الترك والروم وهن ودائع خير الأنبياء ومعهن السجاد علي بن الحسين (ع) وعمره ثلاث وعشرون سنة (4)، وهو على بعير ظالع بغير وطاء وقد أنهكته العلة (5) ومعه ولده الباقر (ع) (6) وله سنتان وشهور (7)، ومن أولاد الإمام الحسن

وأنت إذا عرفت إن الشمر هو قاتل الحسين (ع) كما في زيارة الناحية وعليه جماعة من المؤرخين ، تعرف أنه المنشد لها ؛ إذ من البعيد أن يقتله ويأخذ الرأس غيره فيفوته التقرب عند ابن زياد ، وإنما ذكرنا القصة عن خولي مماشاة مع أهل المقاتل. وفي المعجم مما استعجم 2 / 865 ، ووفاء الوفاء للمسعودي 2 / 232 ، عند ذكر حمي ضريه ، قال : ضريه من مياه الضباب في الجاهلية لذي الجوشن الضبابي والد الشمر قاتل الحسين بن علي (ع).

Page 305