* سيد الشهداء (ع) في الميدان
ولما قتل العباس التفت الحسين (ع)، فلم ير أحدا ينصره ، ونظر إلى أهله وصحبه مجزرين كالأضاحي ، وهو إذ ذاك يسمع عويل الأيامى وصراخ الأطفال صاح بأعلى صوته : «هل من ذاب عن حرم رسول الله؟ هل من موحد يخاف الله فينا؟ هل من مغيث يرجو الله في إغاثتنا؟» فارتفعت أصوات النساء بالبكاء (2).
ونهض السجاد (ع) يتوكأ على عصا ويجر سيفه ؛ لأنه مريض لا يستطيع الحركة. فصاح الحسين بام كلثوم : «احبسيه ؛ لئلا تخلو الأرض من نسل آل محمد». فأرجعته إلى فراشه (3).
ثم إنه (عليه السلام) أمر عياله بالسكوت وودعهم ، وكان عليه جبة خز دكناء (4) وعمامة موردة أرخى لها ذوابتين ، والتحف ببردة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتقلد بسيفه (5).
وطلب ثوبا لا يرغب فيه أحد يضعه تحت ثيابه ؛ لئلا يجرد منه فإنه مقتول مسلوب ، فأتوه بتبان (6) فلم يرغب فيه ؛ لأنه من لباس الذلة (7)، وأخذ ثوبا خلقا
Page 271