بين القادسية إلى خفان ومنها إلى القطقطانة (1)، ولما أراد أن يفتشه أخرج قيس الكتاب وخرقه وجيء به إلى ابن زياد ، فقال له : لماذا خرقت الكتاب؟ قال : لئلا تطلع عليه ، فأصر ابن زياد على أن يخبره بما فيه ، فأبى قيس ، فقال : إذا اصعد المنبر وسب الحسين وأباه وأخاه وإلا قطعتك إربا ، فصعد قيس المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وآله وأكثر من الترحم على أمير المؤمنين والحسن والحسين ، ولعن عبيد الله بن زياد وأباه وبني امية ، ثم قال : أيها الناس أنا رسول الحسين إليكم ، وقد خلفته في موضع كذا ، فأجيبوه. فأمر ابن زياد أن يرمى من أعلى القصر ، فرمي وتكسرت عظامه ومات (2)، ويقال كان به رمق فذبحه عبد الملك بن عمير اللخمي ، فعيب عليه قال : أردت أن اريحه (3).
* العذيب
وفي عذيب الهجانات (4) وافاه أربعة نفر خارجين من الكوفة على رواحلهم ويجنبون فرسا لنافع بن هلال يقال له (الكامل) وهم ؛ عمرو بن خالد الصيداوي ، وسعد مولاه ، ومجمع بن عبد الله المذحجي ، ونافع بن هلال ، ودليلهم الطرماح بن عدي الطائي يقول :
يا ناقتي لا تذعري من زجري
وشمري قبل طلوع الفجر
ثمت أبقاه بقاء الدهر (5)
Page 186