فقد طال ليلك! فسمعها رجل وعرفه ، فقال للناس : انه ابن زياد ورب الكعبة (1).
فتفرقوا إلى منازلهم ، وعند الصباح جمع ابن زياد الناس في الجامع الأعظم ، وخطبهم وحذرهم ومناهم العطية وقال : أيما عريف وجد عنده أحد من بغية أمير المؤمنين ولم يرفعه إلينا ، صلب على باب داره (2).
وذكر ابن حجر في (تعجيل المنفعة / 271 طبعة حيدر آباد): أن عبيد الله بن زياد ولد سنة 32 (أو سنة 33 ه) فيكون له يوم الطف الواقع أول عام (61 ) سبع وعشرون سنة أو ثمان وعشرون سنة.
وعلى كل ، كانت امه مرجانة مجوسية ، وعند ابن كثير في البداية 8 / 383 ، وعند العيني في (عمدة القاري شرح البخاري 7 / 656 كتاب الفضائل في مناقب الحسنين): أنها سبية من اصفهان وقيل مجوسية.
وفي تاريخ الطبري 7 / 6 : قالت مرجانة لما قتل الحسين لعبيد الله : ويلك! ماذا صنعت؟ وماذا ركبت؟ وفي كامل ابن الاثير 4 / 103 في مقتل ابن زياد ، قالت مرجانة لعبيد الله : يا خبيث ، قتلت ابن رسول الله؟! والله لا ترى الجنة أبدا وفي سير أعلام النبلاء للذهبي 3 / 359 قالت له امه مرجانة : قتلت ابن رسول الله! لا ترى الجنة ، ونحو هذا ، ويذكر بعض المؤرخين أنها قالت له : وددت أنك حيظة ولم تأت إلى الحسين ما أتيت وفي تاريخ الطبري 6 / 268 ، وكامل ابن الاثير 4 / 34 عليه مروج الذهب قال له أخوه عثمان : وددت في أنف كل رجل من بني زياد خزامة إلى يوم القيامة وأن الحسين لم يقتل ، فلم يرد عليه عبيد الله ، وكيف يرد عليه؟! وقد شاهد حيطان قصر الامارة تسيل دما حينما ادخل الرأس المقدس عليه ، كما في الصواعق المحرقة / 116 ، وتاريخ ابن عساكر 4 / 339.
وفي أنساب الاشراف للبلاذري 4 / 77 : كان عبيد الله بن زياد جميلا أرقطا. وفي صفحة 81 : كان مملوا شرا ، وهو أول من وضع المثالب ؛ ليعارض بها الناس بمثل ما يقولون فيه. وفي صفحة 86 : كان أكولا لا يشبع ، يأكل في اليوم أكثر من خمسين أكلة وفي المعارف لابن قتيبة / 256 : كان طويلا جدا لا يرى ماشيا إلا ظنوه راكبا وفي البيان والتبيين للجاحظ 1 / 75 الطبعة الثانية : كان ألكنا ، يقلب الحاء هاء قال لهارون بن قبيصة : (اهروري) يريد (احروري)، ويقلب القاف كافا يقول (كلت له) يريد (قلت له)، وفيه 2 / 167 : جاءته اللكنة من الأساورة ؛ فإن زيادا تزوج (مرجانة) من شيرويه الاسواري ، وكان عبيد الله معها فنشأ بين الأساورة ؛ تغلبت عليه لغتهم وفي أنساب الأشراف 5 / 84 : كان ابن زياد إذا غضب على أحد ، ألقاه من فوق قصر الامارة واطمار كل مرتفع وفي صفحة 82 : تزوج عبيد الله هندا بنت أسماء بن خارجة ، فعاب عليه محمد بن عمير بن عطارد ومحمد بن الاشعث وعمرو بن حريث ، فتزوج عبيد الله ام النعمان بنت محمد بن الاشعث ، وزوج أخاه عثمان ابنة عمير بن عطارد ، وزوج أخاه عبد الله ابنة عمرو بن حريث. وفي النقود القديمة الإسلامية للتبريزي / 50 ، ضمن مجموعة النقود العربية ، جمع انستاس الكرملي : أن أول من غش الدراهم وضربها زيوفا عبيد الله بن زياد ، حين فر من البصرة سنة (64 ) ثم فشت بالأمصار. ومثله جاء في إغاثة الامة بكشف الغمة للمقريزي / 61 ، والنقود الإسلامية القديمة للمقريزي / 50 ، وفي مآثر الاناقة للقلقشندي 1 / 185 : في خلافة المهدي انه رد نسب زياد بن أبيه إلى عبيد الله الرومي.
Page 150