158

فقال : يا أبا الحرث هربت من واحد ، وأخرج إلى عشرة؟ فقال : خذ ردائي هذا فالبسه ، واخرج.

فلبسه وخرج ، فرفعوا رءوسهم فلما نظروا إلى رداء أبيهم نكسوا رءوسهم فمضى حرب. فذلك ، معنى قوله : إن أشرف من حرب من كفا عليه إناءه ، وأجاره إذ ألبسه رداءه.

80 وقال معاوية لعقيل بن أبي طالب : يا بني هاشم! إني أرى فيكم خصلة ما تعجبني؟ قال : وما هي؟ قال : أرى فيكم لينا ، قال : أجل ، والله ، في غير ضعف ، وعزا في غير كبر ، وأما أنتم يا بني امية! فإن فيكم لينا تحته غدر ، وكبرا فيه كفر.

81 قيل : كان العباس الذي يسمى : السقاء يوم كربلاء ، وزينب ولدا علي عليه السلام صغيرين ، وكانا عند أبيهما : العباس عن يمينه ؛ وزينب عن شماله ، فالتفت إلى العباس ، وقال : «قل : واحد» فقالها ، فقال : «قل : اثنين» فقال : إني أستحي أن أقول اثنين باللسان الذي قلت به : واحد ، فقبل علي عينيه.

والتفت إلى زينب ، فقالت له زينب : يا أبتاه! أتحبنا؟ قال : «نعم ، أولادنا أكبادنا» ، فقالت : يا أبتاه! حبان لا يجتمعان في قلب مؤمن : حب الله ، وحب الأولاد ، فإن كان لا بد فالشفقة لنا ، والحب لله خالصا ، فازداد لهما حبا.

وقيل : بل القائل الحسين.

82 وقال الحسن : «من لم يعرف سوء ما اتينا (1)، كان شريك من أساء إلينا».

Page 179