14

Maqasid Ricaya

مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل أو مختصر رعاية المحاسبي

Investigator

إياد خالد الطباع

Publisher

دار الفكر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٦هـ - ١٩٩٥م

Publisher Location

دمشق

لقلوب وَلَا سِيمَا فِي حق من كثرت ذنُوبه وعظمت عيوبه وتفكر فِي وُقُوفه بَين يَدي ربه وَعرض أَعماله القبيحة عَلَيْهِ الثَّانِي أَن الْفِكر فِي أَحْوَال الْآخِرَة وشدائدها مَانع من الْفِكر فِي لذات الدُّنْيَا وشهواتها الثَّالِث أَن الشَّيْطَان وَنَفس الْإِنْسَان يستشعران من التائب أَنه يمْنَع نَفسه من نيل شهواتها وَإِدْرَاك لذاتها فِي مُسْتَقْبل الزَّمَان فيحثانه على ترك مَا عزم عَلَيْهِ أما النَّفس فتحثه على ذَلِك لتنال لذاتها وشهواتها العاجلة وَأما الشَّيْطَان فَلِأَنَّهُ عَدو للْإنْسَان فَلذَلِك يَأْمُرهُ بِكُل إِثْم وعدوان ليحله فِي دَار الهوان وَغَضب الديَّان فَالَّذِي يُخَفف الفكرة على قلبه أَن ينظر إِلَى مَا تحصل عَلَيْهِ من لذات الدُّنْيَا وَإِلَى نظره فِي الْآخِرَة ليعلم أَنما يفوتهُ من لذات الدُّنْيَا المقرونة بالنغص لَا نِسْبَة لَهُ إِلَى مَا يفوتهُ فِي الْآخِرَة من النَّعيم وَالنَّظَر إِلَى وَجه الله الْكَرِيم والعاقل لَا يُؤثر الحقير الْقَلِيل الفاني على الْكثير الخطير الْبَاقِي غير مقرون بنغص بِلَا تَعب وَلَا نصب فَإِذا واظب على النّظر فِي ذَلِك آثر النفيس الْبَاقِي على الخسيس الفاني ثمَّ ينظر إِلَى مَا يتحمله فِي الدُّنْيَا من مشاق الطَّاعَات وينسبه إِلَى مَا يتحمله فِي الْآخِرَة من مشاق الْعُقُوبَات الممزوجة بغضب رب

1 / 24