116

Maqasid Ricaya

مقاصد الرعاية لحقوق الله عز وجل أو مختصر رعاية المحاسبي

Investigator

إياد خالد الطباع

Publisher

دار الفكر

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٦هـ - ١٩٩٥م

Publisher Location

دمشق

وَكَذَلِكَ تظن الْإِخْلَاص قبل الْعَمَل وَلَيْسَت بمخلصة وَإِنَّمَا هِيَ عازمة على الْإِخْلَاص وَكَذَلِكَ جَمِيع مَا ذَكرْنَاهُ من الْأَحْوَال قبل حُضُور أَسبَابه فَإِنَّهَا عازمة عَلَيْهِ متصفة بِهِ فَالْتبسَ عَلَيْهَا الْعَزْم بالمعزوم عَلَيْهِ جهلا مِنْهَا بأوصافها ومتعلقات أوصافها وَلَو أَنَّك خوفتها بأنواع التخويف وحثثتها على الطَّاعَة بأنواع الْحَث فأجابت إِلَى الطَّاعَة لَصَارَتْ إِلَى الْمعاصِي الْخفية كالرياء وَالْكبر والإعجاب وَغير ذَلِك مِمَّا يسنح للعباد دون أهل الغي وَالْفساد وَلَيْسَ غرضها بِمَا تدعوك إِلَيْهِ من الْمعاصِي الجلية والخفية أَن تهلكك وَأَن تعرضك لعذاب الله تَعَالَى وَإِنَّمَا غرضها أَن تنَال شهوتها ولذتها أَيْنَمَا كَانَت وَحَيْثُ مَا عجلت سفها مِنْهَا وغفلا وجهلا بعواقب الْأُمُور بِخِلَاف الشَّيْطَان فَإِنَّهُ يَأْمُرك بِطَاعَة هَوَاك ليهلكك ويرديك لَا لتلتذ بنيل هَوَاك وبلوغ مناك وَلَو قدر أَن يهلكك بِمَا لَا لَذَّة فِيهِ لفعل لفرط عداوته إياك وَكَيف لَا تتحرز من عَدو لم ترد خيرا قطّ إِلَّا نازعتك إِلَى خِلَافه إِن لم يكن مُوَافقا لهواها وَلَا عرض لَك شَرّ قطّ يُوَافق هَواهَا إِلَّا كَانَت هِيَ الداعية إِلَيْهِ والحاثة عَلَيْهِ وَلَا ضيعت خيرا قطّ إِلَّا بهواها وَلَا ركبت مَكْرُوها قطّ إِلَّا بمحبتها

1 / 127