214

============================================================

المفاض عليها تاما، إذ كل حوهر إذا بلغ حده كانت المنة الممنونة عليه غير بحاوز حده ومقداره. فإذا كانت جواهرها بائنة عن الحدود والغايات، لم تكن المنة المفاضة عليها حدودة. وكان ذلك سمة الجود التام والقدرة الكاملة. فقد صح أن الجواهر الروحانية شمثزر عن الحد فضلا عن المبدع سبحانه.

ولو كانت الجواهر الروحانية معلومة محدودة، كانت موسومة بصفات. والموسوم بالصفات محصور في الكيفيات. والمحصور في الكيفيات مرهون عند الحواس. والمرهون عند الحواس [هو] العالم الطبيعي، وما يتولد منه. وليست الجواهر الروحانية العالم الطبيعي، ولا ما1 يتولد منه.[168] فليست إذا المرهونة عند الحواس،. وما ليست بمرهونة عند الحواس غير محصورة في الكيفيات. وما خرج عن جصار الكيفيات، خرج عن سمة الصفات ولحوقها به. وما لا يلحقه الصفات، لا يقارنه الحد. فإذا الجواهر الروحانية تشمئز عن الحد فضلا عن المبدع سبحانسه.

والحدود مأخوذة من الفصول والأجناس. وليس في العالم البسيط فصول. ولا الجواهر جنس حاو عليها، لأن الكثرة لا تلحقها. وما لا تلحقها الكثرة، لا يلزمه التنويع.

وما لا يلزمه التنويع، لا تسبقه الفصول. وما لا تسبقه الفصول، لا تتقدمها الجنس.2 وما لا تتقدمها الجنس، لا ثدركها الحدود. فإذا الجواهر الروحانية تشمئز عن الحد فضلا عن المبدع سبحانه.

وإنما قيل بإن أفعال الطبيعة من داخل، وأفعال النفس من خارج، لأن الطبيعة حدودة. وما يتركب متها أيضا محدود. فحصر فعله في داخله لأن لا يحاوز حده وغايتة. ومن هذه الجهة قيل: إن الفلك الذي هو أقصى سلوك الطبيعة قد استقر على الحركة الكرية الي تتولد فعلها فيما هو محصور في داخله، فلا فعل له في شيء خارج عنه. والنفس لما لم تكن محدودة، ولا أيضا ما يتجزء منها من الجواهر النفسانية 1 ولا ما: كما في ز. ه: وما.

زيادة في ز: بسبقها الفصول.

كما في ز، وفي ه: الكلية.

Page 214