============================================================
بنفخ واحد. وهذا أيضا مما يدل على أنه للأرواح، لا للأبدان، إذا القوى الروحانية في
وسعها الإحاطة بالجزئيات2 المتعلقة بها. وليس للقوى الطبيعية أن تخرج في مدة واحدة ما أخرجته2 من مدد كثيرة، لا يحصى عددها. وإنما الأبدان المتلاشية لقرون الماضية، من أولهم إلى آخرهم، قد ظهرت من جهة الحركات الطبيعية في ادوار كثيرة وأحقاب متواترة. فكيف يقدر على بعثها في مدة واحدة، ووهلة عابرة؟4 فإذا البعث للأرواح، لا للأبدان. فاعرفه.
وغير ممكن للكرة المحدثة بالطبيعياته أن تقبل من القوى الروحانية أكثر مما قبلقه، إذ قبل ما في وسعها وطاقتها وجوهرها من القوة المفرغة عليها بحيث لا سبيل لقوة أن يتمكن فيها. ولسو في جوهرها وسع الأكثر مما أفرغ عليها، لم يحدث منها مولود طبيعي، بل جوهرها أبدا أفرغ عليها جوهر [143] غي عن زيادة تحل فيها الزيادات الي وراءها تما هي خارجة عن وسع جوهرها، إذ هي مفاضة على الجواهر الروحانية. فمن هذه الجهة قلنا: إن البعث للأرواح، لا للأبدان، إذ ليس في وسع المكره أن يقبل قوة يمكنها أن تبعث الأبدان منها بغتسة، بلا مدة. فاعرفه.
فإن قال قائل: نحن نرى في القسرآن أن أكثرة2 يدل على أن البعث للأحساد، مثل قوله: { منها خلقنكم وفيها ثعيدكم ومنها نخرجسكم تارة أخرى)).* وقوله تعالى: { أن الله يبعث من في القبور)،* ومثل قوله تعالى: {من يخى العظم وهي 1 ز: اذا.
ز: الجزويات.
3 كما صححناه وفي النسختين: ما اخرجه.
، عابرة: كما صححناه وفي ه: فاثزة، وفي ز: التامة (تامة ه كما صححناه. في ز: بالطبيعات. هس: الطبيعيات.
كما صححناه، وفي النسختين: وجوهرها علوه من القوة.
" في القرآن أن أكثره: كما ز، وفي هست في القرآن آي [آيات] كثيرة.
3 سورة طه 20: 55.
، سورة الحج 22: 7.
185
Page 185