============================================================
من شيء إلا أن1 يكون للابداع فيه قوة إظهار. وإذ لا يمكن أن يكون، لا على مثال شيء فصل مثال آخر، يكون للابداع فيه قوة تصوير آخر بثم وثم. فقد صح أن المبدعات من الإبداع ليست بتكثير، بمعنى ثم وثم، بل بمعنى تأييس محض، أحاط بجميع المبدعات حتى لا يعزب عنه ذرة واحدة. فاعرفه.
وأيضا فإن المعنى الذي يقتضى ثم، إنما هو الضعف والنقص والحاجة. لأن المبدع سبحانه إذا أبدع شيئا ما، ثم أبدع شئا، ثم آخر، ثم آخر إلى آخسر المبدعات، لا يخلو من أن يكون المبدع الأول تاما، أو ليس بتام. فإن كان تاما المبدع الأول، فالمبدع الآخر فضلة، إذ سمة التام أن لا يكون بعده إلا ما هو أنقص. فإن لم يكن المبدع الأول تاما، فكان المبدع الآخر أيضا ليس بتام، لأنه ناقص، ولو بمقدار ما سبقه لبدع الأول. وإن3 لم يكن المبدغ الأول، ولا المبدع الآخر تامين، كان من ذلك وجوب أن يكون جميع المبدعات ناقصة ، غير تامة. فإذا يجب من هذه المقدمة أن لا يكون من الإبداع تكثير، ثم وثم.
هذا في باب النقصان والتمام. فأما في باب القوة والضعف، فإن المبدع سبحانه إن كان قادرا على إبداع المبدعات دفعة واحدة، [88] لا بثم وثم، كان قول القائل: إن المبدع أبدع هذا الشيء، ثم هذا الشيء، دليل الضعف. فقد ثبت أن المبدعات من الإبداع
ليست4 بتكثير، ثم وثم. هذا في باب القوة والضعف. وأما في باب الغناء والحاجة، فإن المبدع سبحانه إذا أبدع شيقا، ثم أبدع آخسر، كان إبداعه الآخر بثم دليل الحاحة.
فقد بان أن المبدعات والإبداع ليست بتكثير، ثم وثم. فاعرفه.
وإن قال قائل: نحن نرى الأشخاص من البشر وسائر المواليد تظهر دائما واحدا بعد واحد، فلا يخلو من أن تكون بعد المبدع الأول، أو مع المبدع الأول. فإن قلتم: إنها كما صححناه. في ه: اذ لا يمكن ان نفصل لا من شيء شيئا ز: اذ لا يمكن ان نفصل لا من الا من شيء 4 ز: مصورا.
3 ز: وإذ.
كما في ز، وفي ه:ليس.
Page 122