97

============================================================

الفن الثاني: فرق آشل القبلة وزعموا أن تقارب السن وتقادمها ليس من تكامل العلم ونقصه، ومن الصلاح للأمة وعدم الصلاح لها في شيء... ذلك عندهم قد يجوز أن يجمع علمه وإلاله الإمامة(1) في أقرب المدة، فضلا عن أربع سنين لتقارب ذلك.

وزعم بعضهم أنه كان في تلك الحال إماما على أن الأمر له وفيه دون سائر الناس، على أنه لا يصلح لذلك الموضع في ذلك الوقت أحسد غيره. فأما أن يكون اجتمع فيه [في]) تلك / الحال ما اجتمع في غيره من الأئمة المتقدمين فلا.( وزعموا أنه لم يكن يجوز في تلك الحال أن يؤمهم ولكن الذي يتولى الضلاة بهم وينفذ أحكامهم في ذلك الوقت غيره من أهل الفقه والدين والصلاح إلى أن يبلغ هو مبلغ من يصلح هذا فيه.

وقال بعضهم فيه غير هاتين المقالتين، فهذا ما حكاه أبو عيسى الوراق عن الإمامية، وزعم أن فيهم أصنافا تلقب باليعفورية والبزيغية ليسن الاختلاف الذي أحدثوه والأقاويل التي ابتدعوها في نفس الإمامة، فلذلك لم نذكوها.

فأما البيان بن زيات فائهم أن بيان بن سمعان كان يقول: إن الله على صورة الإنسان وإنه يهلك كله إلا وجهه؛ لقوله: {كل شىء هالك إلا وجهه) (القصص: 88)، وإنه ادعى أنه يدعو الزهرة فتجيبه، وأنه إنما فعل ذلك باسم الله الأكبر، فقتله خالد ابن عبد الله.

وإن المسمى عبد الله بن عمر بن حرب كان يقول: إن روح عبد الله ابن محمد بن علي تحولث فيه، وإن أصحاب عبد الله بن معاوية بن عبد الله ابن جعفر ذي الجناحين ادعوا أنه كان يقول: إن العلم ينبث في قلبه كما تنبت الكمأة والعشب، وإن الأرواح تتناسخ، وإن روح الله كان في آدم، ثم تناسخت حتى (1) في الأصل: الإمام.

Page 97