258

============================================================

مقالات البلخي القول في ماهية صفات الله: قال أهل التوحيد جميعا: إن الصفات كلها غيرة، وهي كلامة الذي وصف به نفسي أو كلام الواصفين له، وذهبوا في قولهم: إن صفات الذات ليسث غيره إلى أن وصفنا إياه بها ليس لشيء غيره. وإلى مثل قولهم: إن علم الله ليس غير 1/517) الله، هم/ لم يريدوا بقولهم هذا أن له علما به يعلم ليس هو غيرة، بل أرادوا أنه عالم بنفسه لا يحتاجج إلى علم به يعلم.

كذلك قولهم: صفات الذات ليسث غيره، إنما أرادوا به أنه ليس هناك علم وقدرة بهما يعلم ويقدر، ولا أنهما شيئان هما هو أو غيرة، أو ليس هو ولا غيرة، وان قولهم: عالم وقادر، ليس يذهبون به إلى شيء غير الله وغير هذا القول.

وأما صفات الله كلها فمحدثة، وهي وصف الواصف له أو وصفة لنفسه، وكذلك أسماؤه جل ذكره غيره، وهي محدثة. ولست أدري أفيهم من يزعم أن الرحمة والكرم وغيرهما من أفعاله أو صفات له أو صفات دون كلامه، وكلامه خلقه، فأما ما يجب عندي على قياس قوله فهو ما حكيته، وإنما شكي فيما ذكرث أنهم مختلفون في صفات العباد: فقوم يقولون: إن الحمرة والضفرة والطول صفات الأحمر والأصفر والطويل.

وقوم يقولون: إن هذه الأشياء ليسث بصفات في الحقيقة والجسم، وإنما الصفة الكلام أو الكتاب، وهذا هو قول أبي الهذيل، وهو الحق عندي: وقال هشام بن الحكم: إن صفات الله ليست غيره، ولا هي هو، ولا هي بعضة، يريذ صفات الذات.

Page 258