============================================================
مقالات البلخي يجوز أن يعلم عالم صلاحا وخيرا فلا يريده. قال: فلما كان عالما بذلك أجمع (كان] مريدا له.
والإرادة التي هي الصفة فعل، إذا أراد بها فعل نفسه هي خلق له، وهي قبل الفعل؛ لأن الشيئين لا يكون أحدهما بصاحبه وهما، وإذا أراد بها فعل عباده فهي الأمزبها.
وقالت المجبرة: الإرادة صفة في الذات، وإن الله لم يزل مريدا لكل ما علم أنه يكون من فعله ومن فعل عباده، ومن خير وشؤ، وفساد وصلاح، وكفر ودنا(1)، وفرية عليه وشتم له.
وقالوا: المعنى في أن الله مريد لذلك / أنه ليس يأبى له، ولا مستكرة عليه، ولا مغلوث.
قالوا: ومن كان غير آب لشيء، ولا مستكره عليه، ولا مغلوب في كونه، فهو مريد له.
وحكى محمد بن عيسى الملقب ببرغوث: أن قوما من أهل العدل قالوا: إن الإخبار عن الشيء من الله إرادة له .
وحكي أن معمرا كان يقول: إن الإرادة من الله للشيء غير الله، وغير خلقه للشيء، وغير الأمر والحكم والخير.
وحكي عن ضرار أنه كان يقول: إن الإرادة من الله على وجهين: ارادة هي المراد، وهي خلق الله، والخلق هو المخلوق، وإن فعل العباد هو مراد الله، وهو إرادته.
(1) كذا في الأصل، ولعله ودناء.
Page 256