248

============================================================

مقالات البلخي ويدعون أنهم يزورونه، وهم طائفة من الجبية(1) وهم يسمون بالعراق أصحاب الباطن (2) وأصحاب الوسواس والخطرات، ومن الرافضة ومن غيرهم.

وحكي عن بعض المرجية سفيان بن سحبان وغيره منهم وعن جماعة من أهل النظر: أنه يجوز أن يرى الله بالبصر على خلاف الرؤية المعقولة، وأنه يرى غير جسم ولا محدود ولا مشبه لشيء ولا ممكن. وقدرأيث من أصحاب سفيان من ينفي هذا عنه.

فأما ضرار بن عمرو فإنه يزعم أنه يرى لا بالبصر ولكنه بحاسة سادسة.

وقال الحسين النجار: إنه يجوز أن يحول الله العين(3) إلى القلب ويجعل له قوة فيعلم الله بها فيكون ذلك رؤية بالعين؛ أي: علما به. ومخالفوه يستعصون هذه التأويل.

وقد أجاز أكثر أهل التوحيد القول بأن الله يرى على معنى يعلم، وعلى معنى قول القائل: رأيث الله يقول في كتابه كذا وكذا، ورأيت الله فعل كذا وكذا. وعلى معنى قول الله: ألم تر إلك ريك كيف مد الظل) [الفرقان: 45]، أليس على رؤية البصر. قالوا: وقد يقول القائل لصاحبه: ماترى في كذا؟

فيقول: أرى كذا، أليس يريد الوؤية بالبصر؟

وقالت العرب: ناراهما ثريان. وقالوا: إذا نظر إليك الجبل فجد عن يمينك، هو على هذا المعنى، تأولوا ما جاء في الحديث من ذكر الوؤية.

(1) أتباع أحمد الجبي من الصوفية. انظر: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد163/3 .

(2) في الأصل: وهم يسمون بالعراض أصحاب الناظر، ولعله خطأ من الناسخ والتصويب من تلبيس ابليس (3) في الأصل: اللعين:

Page 248