220

============================================================

متالات البلخي كتابا ولا حضر وقث بناء ذاك، وكتبه كاتث، فقد رأى أشياء معمولة بعد أن لم يكن ذلك ورآها لم تكن معمولة إلا بعامل، ووجد في عقله أن البناء متعلق ببان، والكتاب متعلق بكاتب، فلذلك وجب عليه أن يقضي بأن للكتاب كاتبا، ال وأن للدار بانيا بناها، وأنه محال أن تكون الدار لم تزل على حالها، وكذلك الكتاب، كانوا قد أجائوا بجوابنا بعينه.

وقيل لهم فيما سألونا عنه مثل حذو النعل بالنعل، قيل لهم: فهل خرجيم بهذا ومن أجله من أن نكون مستدلين بالشاهد على الغائب وناقضين لما أصليم من أنه لا سبيل إلى معرفة الغائب إلا من جهة الشاهد، فإن قالوا: نعم، أقروا على أنفسهم بما أرادوا أن يلزمونا. وإن قالوا: لا، قلنا: فكذلك نحن لم نخرخ بما صنعنا من الاستشهاد بالحاضر على الغائب، ولم ننقض أصلنا بالاستدلال وان كنا تثبث في الغائب ما هو مخالفت للحاضر من وجوهه.

قالوا: وعلى السبيل الذي أوضخنا نعمل في كل ما نجده في الشاهد وأن ننظر، فإذا وجدناه على حقيقة ما، ووجدناه إنما كان على ما هو عليه لتلك الحقيقة ومذكوران ومخبرا عنهما وللتعلق الذي بينهما لأنهما مشتبهان من هة أو من جهات.

فإن قالوا: إن قولكم إنهما شيئان ومذكوران إثباتا منكم لشأنهما من هذه الوجوه؛ لأن الشيئين متشابهان في أنهما شيئان، وكذلك القول في المذكورين والشيئين قلنا: فإن كنتم إنما تذهبون من التشابه إلى هذا ونحوه، فنحن لا ننكر أن يكون الدليل المدلول عليه شيئان ومذكوران ومثبتان في أن أحدهما فاعل والآخر فعل، ثم علينا أن ندل بأن الشيئين المذكورين يجوز أن لا يشتبها

Page 220