235

Maqālāt al-ʿAllāma al-Duktūr Maḥmūd Muḥammad al-Ṭanāḥī

مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي

Publisher

دار البشائر الإسلامية بيروت

Edition Number

الأولى

Genres

له صدقات ما تغب ونائل ... وليس عطاء اليوم مانعه غدا
وللنقاد ومؤرخي الشعر في هذه القصيدة مقال.
ثم كان شعراء الصحابة المشاهير: حسان بن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، وقد اختلط مديحهم له ﵇ بالحديث عن الدين الجديد ومناوأة المشركين، ولم يكن هؤلاء الثلاثة وحدهم على الساحة، فقد ذكر الحافظ ابن سيد الناس اليعمري المتوفى ٧٣٢ هـ نحوًا من مائة وتسعين صحابيًّا وصحابية عطروا ألسنتهم بمدحه ﷺ، وجمع ذلك في كتابه سمَّاه (منح المدح) وهو مطبوع متداول.
وينقضي عصر الصحابة، ويداول الله الأيام بين الناس، فتذهب أيام وتأتي أيام، وتثل عروش تقوم عروش، ويتقلب الناس بين قديم وجديد وطارف وتليد، ولا زال ذكره الشريف يؤنس الغريب، ويطب الجريح، ويرد الضال ويهدي الحائر، فلم ينقطع هذا المدد النبوي الكريم على ألسنة الشعراء وقالة القصيد: شعرًا منغومًا، قد تتفاوت قيمة الفنية والتصويرية، لكنه في جميع أشكاله وضروبه يسري فيه هذا النفس المحمدي العظيم، طب القلوب ودواؤها، وعافية الأبدان وشفاؤها، ونور الأبصار وضياؤها.
وقد نهد إلى جمع شعر المدائح النبوية في مختلف العصور: الأديب العالم الجامع يوسف بن إسماعيل بن يوسف النبهاني الفلسطيني المولد، المتخرج في الأزهر الشريف، رئيس محكمة الحقوق في بيروت، المتوفى سنة (١٣٥٠ هـ = ١٩٣٢ م)، وقد سمَّى عمله هذا (المجموعة النبهانية في المدائح النبوية) وهو عمل ضخم اشتمل على (٢٥٠٦٦) بيتًا، وطبع في أربعة مجلدات كبار.
ومن أنفس ما قرأت في هذا الفن: ما أخرجه الأستاذ العالم الدكتور محمود على مكي، بعنوان (المدائح النبوية) وقد صدر عام ١٩٩١ م عن الشركة المصرية العالمية للنشر - لونجمان. وجهات الحسن في هذا الكتاب كثيرة، فهو على وجازته

1 / 249