Maqalat Tanahi
مقالات العلامة الدكتور محمود محمد الطناحي
Publisher
دار البشائر الإسلامية بيروت
Edition Number
الأولى
Genres
وهي أخطاء بشعة مفزعة تشمل كل شيء: من الأخطاء في أبنية الأسماء وأبنية الأفعال ومخارج الحروف وصفاتها، وأسماء الأعلام والكنى والألقاب والأنساب، ولا تسأل عن غياب العلامة الإعرابية أو التخليط فيها، وقد كنت عنيت يومًا برصد هذه الأخطاء وتحليلها، ولكني رأيت الأمر قد اتسع اتساعًا عظيمًا، وتشعب تشعبًا مفزعًا، وأصبحت أنا وهذه الأخطاء كالذي قاله الأول:
تكاثرت الظباء على خراش ... فما يدري خراش ما يصيد
وإن أبناءنا وبناتنا في معاهد العلم ليأتوننا كل يوم بكل غريبة وعجيبة من معلميهم ومعلماتهم، وكلما رتقت فتقًا تخرَّق عليك آخر، وكلما سددت ثلمة انفتحت أمامك أخوات لها أوسع وأبشع.
والسوأة السواء في تلاوة القرآن العزيز، فقد استعجم كلام ربنا ﷿ على ألسنة معلمي المدارس، وصاروا يتلونه على تلاميذهم محرفًا ومزالًا عن جهته، ثم أصبحت تسمعه من بعض المذيعين والمذيعات كذلك مغلوطًا ملحونًا. وهذه هي المصيبة التي تتضاءل دونها كل مصيبة، وهذا هو الخطر الماحق الذي يجب أن نقف جميعًا أمامه ندرأه وندفعه، فإن القضية بهذه المثابة قد صارت دينًا يغتال وشريعة تنتهك، ولا بد أن يقول فيها كل غيور على دين الله كلمته، لا يتتعتع ولا يتلجلج، لا يفزعه سخط الساخط، ولا يخفيه سلطان هؤلاء الذين يظنون أن بيدهم إغلاق الأبواب وفتحها، وقد قال سيدنا رسول الله ﷺ: «ألا لا يمنعن رجلًا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه».
عود على بدء:
ولقد تابعت هذه القضية منذ زمان بعيد، ورأيت أهل العلم يردونها إلى أسباب كثيرة، على أني لم أرَ من وضع يده على أصل البلاد ومكمن الداء إلا قارئًا كريمًا هو الأستاذ طارق البوهي - بكَفْرِ الشيخ -. وقد علمت فيما بعد أنه من رجال التربية، وقد جاء رأيه هذا في سطر واحد منشور في باب (مجرد رأي) بجريدة الأهرام قال: «لا يجب أن نقسو كثيرًا على الشباب، فهم نتاج البذور التي ألقيت والتعليم الذي
1 / 137