مقالات العلامة الدكتور
محمود محمد الطناحي
صفحات في التراث والتراجم واللغة والأدب
القسم الأول
دار البشائر الإسلامية بيروت
1 / 2
مقالات العلامة الدكتور
محمود محمد الطناحي
صفحات في التراث والتراجم واللغة والأدب
القسم الأول
1 / 3
جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الأولى
١٤٢٢ - ٢٠٠٢ م
دار البشائر الإسلامية بيروت
1 / 4
[مقدمة]
الطناحي ورحلته مع التراث العربي (١)
بقلم: أ. د. عبد الله حمد محارب
لم يدر بخلدي وأنا أستمع إلى حديث الدكتور محمود الطناحي الحلو مع زملاء وأصدقاء اجتمعوا في منزلي أنني سوف أعود من رحلة الحج التي كنت أجهز نفسي لها، فأجد العلم والفضل وكل الصفات النبيلة تتقبل العزاء بوفاته.
عرفته في أواخر السبعينات أستاذًا كريمًا وحافظًا متقنًا ثبتًا، وقبل هذا هو واحد من حواريي شيخنا محمود محمد شاكر، كان ملازمًا له قارئًا عليه كثيرًا من كتب التراث، ذكيًا سريع اللمحة، مطلعًا على كتب التراث، ومتمكنًا من تحقيقها، فقد كان منذ صغره معنيًا بها، مشغوفًا بدراستها.
وقد التقى في مسيرة حياته عددًا كبيرًا من العلماء والأساتذة المبرزين في هذا الميدان سواء من خلال عمله في دار الكتب ناسخًا للمخطوطات فيها، أو جهوده في معهد المخطوطات العربية، أو أسفاره إلى أقطار الأرض لتصوير تلك المخطوطات وفهرستها (المغرب، اليمن، تركيا، المملكة العربية السعودية)، كما صار حجة أيضًا في البصر بتاريخ الطباعة في مصر، وله فيها كتاب مطبوع، وهو حجة كذلك في فنون العربية وآدابها، حافظًا للقرآن الكريم، عارفًا وجوه قراءاته كلها، ومع كل هذا فقد كان لطيف المعشر، حلو الحديث، راويًا لطرائف عجيبة، صاحب نوادر، لا يمل منه جليسه، وفوق هذا فقد كانت الكويت من البلاد التي أحبها، وهو لم يتسن له أن
_________
(١) من كتاب: «محمود الطناحي: ذكرى لن تغيب»، إعداد محمد محمود الطناحي (ص ١٢٨ - ١٣٩).
1 / 9
يقضي فيها أكثر من شهور معدودة أستاذًا زائرًا في جامعتها، وقد لفت انتباهه النظام الدقيق الذي يضبط الحياة في الكويت، والنظافة في الشوارع والأسواق.
ولقد سطر أحباء الفقيد وأصدقاؤه جملة من المقالات الممتازة حول حياته ومؤلفاته وعلمه الغزير، على أن هناك جوانب أخرى عظيمة يعرفها جميع من التقاه، سواء أكان لقاء مباشرًا أم من خلال كتبه وإنتاجه العلمي الرصين.
هذه الصفات وتلك الجوانب تحتاج إلى تلتقط من سطور تلك الكتب والمقالات، فهي تتناثر في متون كتبه وتتلألأ في هوامشه، ومن هنا رأيت أن أحاول التقاط بعض تلكم الفضائل التي كنا نعرفها في الفقيد، ومن أبرزها:
تواضعه وعلو خلقه ووفاؤه، وقد صرفنا عن الحرص على ذكرها والإشادة بها أنه كان يمتعنا في حياته، أما وأننا قد افترقنا إلى حين فإن الحديث عن تلك اللمحات المحببة في شخصيته يخفف شيئًا ما من مرارة الأسى بوفاته.
فضل الرواد:
وفي مقدمة تلك الفضائل ذلك الدعاء الذي يتناثر بين عبارته عندما يذكر أساتذته ومشايخه وجهودهم وخدمتهم للعلم والتراث، كقوله عن شيخنا الأستاذ محمود شاكر: «حرس الله مهجته، أمتع الله المسلمين ببقائه، أحسن الله إليه وجزاه خير الجزاء»، ويدعو لمشايخه الآخرين كلما ذكرهم إذا كانوا من الأحياء «أطال الله في الخير بقاءهم» (مدخل إلى تاريخ نشر التراث العربي ص ٩٧) و«عبد السلام هارون حفظه الله» (المرجع نفسه ص ٩٩)، و«شيخنا الأستاذ أحمد راتب النفاخ أطال الله في النعمة بقاءه» (كتاب الشعر لأبي علي الفارسي ج ١ ص ٩٦).
وعندما يتحدث عن شيخنا الأستاذ محمود شاكر وجهوده في خدمة التراث يقول «وعذرًا عن الإطالة فهو كلام نفيس عال لا يحذف منه شيء».
«كيف أكتب عنك أيها الشيخ الجليل؟ ومن أين أبدأ، وكيف أمضي؟ والحديث عنك إنما هو عن تاريخ هذه الأمة العربية الشريفة: عقيدة ولغة وفكرًا ورجالًا، وآمادًا
1 / 10
رحبة متطاولة، لا يقدرها إلا أنت، ولا يعرف كنهها إلا أنت، وتاريخ أمتنا حاضر بين يديك، ماثل أمام عينيك، لم يغب عنك لحظة، فماذا أنا قائل فيك؟ وماذا أنا بالغ من الكتابة عنك؟ ومعذرة ثم معذرة شيخي أبا فهر إذ أكتب عنك بهذه الوجازة التي تراها - أراك الله الخير كله، ودلك عليه، ورغبك فيه.
ثم معذرة من بابة أخرى: وهو أن كثيرًا مما ستقرأه، إن شاء الله، منتزع من كلامك، مدلول عليه بفكرك، فأنا إنما أكتب عنك بك، وأتقدم إليك بسابق فضلك وموصول علمك، وإن كنت أعتقد أن هذا لا يعتذر منه إليك، وأيضًا فإنك كنت قد شجعتني على الكتابة عنك، حين أنبأتك ما أصابني من دوار أرضاني وأسخطني يوم خرجت إلى الناس بطبعتك الجديدة من كتابك الفذ «المتنبي»، وحدثتنا في الجزء الأول منه، حديثًا غريبًا عجيبًا، عن فساد حياتنا الأدبية، وعن تفريغ عقولنا من كل ما يردنا إلى تاريخنا وأيامنا، وقلت لك يومها:
إني أريد أن أدل على ما ذكرت بما شاع في كتاباتك الأخرى، ما دق منها وما جل، وقد أذنت لي في الكتابة عنك، ويومها رأيت نفسي - وأنا من أصغر تلاميذك - قد ظفرت بما فوق المنى»، (مدخل إلى تاريخ نشر التراث ص ١٠٣).
ومن العلماء الذين كان يحرص على الدعاء لهم الأستاذ عبد السلام هارون - وهو أستاذنا أيضًا، تتلمذنا على يديه يرحمه الله في كلية دار العلوم في الفترة من ١٩٦٥ م - ١٩٦٩ م -، فيتحدث في معرض انتقاده لشيوع ظاهرة المختصرات لأمهات الكتب في أيامنا هذه والتي قام بها البعض فأساءوا - بسبب ضعفهم العلمي - إلى الأصول.
ويقول عنه وبعد أن قدم بحديث عن جهود الأستاذ عبد السلام هارون في خدمة التراث: «وخلاصة ما يقال في الأستاذ عبد السلام محمد هارون: أنه لم يخط أحمد في التراث سطرًا إلا ولهذا الرجل عليه منة، وذلك أنك لا تكاد تجد قائمة مراجع تراثية إلا وفيها كتاب من تحقيقات شيخنا، حفظه الله».
1 / 11
خدمة التراث:
وكل حديثه عن شيوخه والعلماء الذين عاصرهم كان يجري على هذا النمط، كالشيخ السيد صقر والشيخ محمد عبد الخالق عضيمة وغيرهما، وهو في معرض حديثه عن أساتذته كان يذكر فضل بعض العلماء الذين اجتمع معهم على مائدة التراث، كالأستاذ محمد رشاد عبد المطلب فيقول عنه (المدخل ص ٥٢ هـ ١): «كان يرحمه الله من العلماء بالمخطوطات وأماكن وجودها، وكان لا يجارى في معرفة المطبوعات وأماكن طبعها شرقًا وغربًا، والفرق بين الطبعات وعدد طبعات الكتاب المختلفة، ومن وراء ذلك كانت له صلات وثيقة بعلماء الدنيا، من عرب وعجم، كنت لصيقًا به ملازمًا له عشر سنوات في معهد المخطوطات، وسافرت معه في بعثه المعهد إلى تركيا والمغرب وتعلمت منه الكثير، توفي إلى رحمة الله في غزة المحرم ١٣٩٥ هـ الموافق ١٩٧٥ م، وقد كتبت عنه كلمة غداة وفاته بمجلة الثقافة المصرية».
وهو لا ينسى كل من يسدي خدمة إلى تراث أمته فيقول عن «حسن عباس زكي»: «وقد سقت هذه الحكاية لأدل على فضل هذا الرجل (حسن عباس زكي)، ذلك الوزير الصالح، الذي أحب التراث العربي الإسلامي، حبًا ملك عليه نفسه، وكان هو على رأس وزارة خطيرة - وزارة الاقتصاد المصري - معنيًّا كل العناية بشؤون التراث، والمشتغلين به، من علماء وناشرين، يفسح لهم في مجلسه، ويذلل لهم العقبات، ومن أياديه البيضاء نشر كتاب «الجامع الكبير» للحافظ السيوطي، الذي صدر مصورًا عن مخطوطته، وإعادة نشر كتاب «الأم» للإمام محمد بن إدريس الشافعي، إلى كتب أخرى ساهم في طبعها، أو أغرى الناشرين بطبعها، ومكتبته الخاصة تضم قدرًا عظيمًا من نوادر المصحف الشريف، والمخطوطات والمصورات والمطبوعات القديمة. تقبل الله منه صالح عمله، وجعله في موازينه يوم يقوم الناس لرب العالمين» (المدخل ص ١٠٣).
ومن الملتقطات التي تتلألأ في نظرته إلى الأوائل - رحمه الله تعالى وبرّد
1 / 12
مضجعه - أنه كان يحبهم ويعظمهم ويراهم سببًا في شهرة أبناء عصرنا، يقول في خاتمة مقدمته لكتاب منال الطالب في شرح طوال الغرائب لابن الأثير (ج ١ ص ٤٩):
(وغفر الله لنا، فقد جئنا إلى هذا التراث: لننال به الشهادات ونرتقي عليه إلى المناصب، ونطلب به المثالة عند الناس، ثم لم نعطه حقًا من الدرس والتأمل والاقتداء.
ورحم الله النضر بن شميل، فكأنه كان يعنينا حين قال قولته العظيمة في الخليل بن أحمد، شيخ العربية، يقول النضر: «لقد عاش الخليل بن أحمد في مربد من مرابد البصرة لا يجد قوت يومه، وأصحابه يأكلون بعلمه الأموال».
ويعيب على محققي التراث المرتزقين هذه الأيام حرصهم على أن يملأوا هوامشهم بما لا يتصل بالنص لتضخيم الكتاب.
وفي خصم الحديث عن العلماء والشيوخ لا ينسى ورَّاقي العصر الذين كنا نختلف إليهم نبحث في مكتباتهم عن نوادر المطبوع كالطيب وخربوش وغيرهما، ولم أكن أظن أنني سوف أجد ذكرًا لهم في كتاب أو مقالة كان لهم فضل في إرشاد كاتبها إلى بعض مادتها، يقول ﵀: «وما أكثر ما وجدنا عندهم مما حفيت أقدامنا في البحث عنه في دور النشر وعند سماسرة الكتب، وفي مقدمة هؤلاء الورَّاقين الشيخ علي خربوش، وزكي مجاهد، ومحمد العبادي، ومحمد الطيب، وحجازي صاحب المكتبة الحجازية بالإسكندرية وغيرهم». (المدخل ص ١٤٢).
وفاؤه وتواضعه:
أما وفاؤه فأنت تراه في مواضع كثيرة مما كتب، وهي طبيعة صاحب النفس الصافية التي لا تحمل حقدًا ولا تنسى فضلًا، ويذكر من هؤلاء الذين أحسنوا إليه «الشيخ الأصولي الفقيه عبد الغني عبد الخالق الأستاذ في كلية الشريعة، محقق كتاب آداب الشافعي ومناقبه، لابن أبي حاتم الرازي، وكان صاحب غرائب وعجائب ...
1 / 13
وكان كثير البر بتلاميذه وأبنائه، وقد تخرج على يديه عدة من أبناء الجزيرة العربية، وبخاصة طلبة العراق، والمملكة العربية السعودية، وقد أحسن إليّ كثيرًا وقرَّبني من مجلسه في أول اشتغالي بالعلم، توفي عام ١٤٠٣ هـ ﵀ رحمة واسعة» (المدخل ص ١٤٢ - ١٤٣).
وقال عن المرحوم محمد رشاد عبد المطلب: إنه «قد تعلم منه كثيرًا»، وعند حديثه عن الشاعر المحقق حسن كامل الصيرفي يقول: «ولهذا الرجل فضل عليَّ سابغ» (مستقبل الثقافة العربية كتاب الهلال ما يون ٩٩ ص ٥٦).
ويقول عن فترة عمله في جامعة أم القرى: «إنهم أنزلوه آنذاك منزلًا كريمًا» (منال الطالب في شرح طوال الغرائب ج ١ المقدمة ص ٧، ٨، ٩)، وشرح هذا في الهامش فقال: «حيث عوملت وظيفيًا تحت بند هناك يسمى «كفاءة نادرة» يعامل به الإنسان الذي أكرمه الله بشيء من العلم معاملة «العالم» لا معاملة «حامل الشهادة العليا» - لاحظ تواضعه ﵀ وفي ظل هذا البند كان يعامل الأساتذة: محمد متولي الشعراوي ومحمد الغزالي والسيد أحمد صقر والسيد سابق ومحمد قطب».
وهذه الأسماء لعلماء عصرنا الكبار تنبئك عن مكانة فقيدنا - يرحمه الله - العلمية الكبيرة.
ثم يفيض وفاء وشهامة فيقول:
«ومن أمانة التاريخ، ومعرفة أقدار الناس أذكر هنا أصحاب الفضل في إرساء المبادئ العلمية الرفيعة: الشريف راشد الراجح، ومحمد بن سعد الرشيد ...»، ثم يذكر مجموعة من القياديين الذين أرسوا هذه المبادئ ...
وهو لا ينسى أن يذكر مذاكرته العلم مع زملاء له وطلاب كانوا يدرسون على يديه، ويرى في هذه المدارسة والمذاكرة فائدة للعالم قبل المتعلم.
يقول: «وكانت أيامًا زاكية مباركة، وقرأت فيها مع إخواني الشباب هناك شيئًا من علوم العربية، وقد أعطيتهم وأعطوني، أعطيتهم خبرة الأيام، وثمار مجالسة أهل
1 / 14
العلم ومشافهتهم والرواية عنهم، وأعطوني حماسة الشباب وتوقده، بل إنهم فتحوا لي أبوابًا من النظر، ودلوني على فوائد من الكتب لم أكن أقف عليها لولا نظرهم ومناقشتهم، وما زلت أقول: إننا حين نعلم ونخرج أبناءنا الطلبة إنما نقرأ معهم العلم مرة أخرى، بل ربما استفدنا منهم مثل الذي استفادوه منا، ولأمر ما كان التلميذ قديمًا يسمى «صاحبًا» لشيخه: فأبو يوسف ومحمد صاحبا أبي حنيفة، والربيع بن سليمان المرادي صاحب الشافعي، وابن جني صاحب أبي علي الفارسي ... وهلم جرًّا».
ثم لا يترك هذا الموضع حتى يذكر في هامش الصفحة أسماء هؤلاء الشباب الذين أفادهم واستفاد منهم، ومنهم: عياد بن عيد الثبيتي، سليمان بن إبراهيم العايد، عثمان بن حسين الصيني، عبد الرحمن بن سليمان العثيمين وغيرهم.
ولعل هذه الإشارة من عالمنا الجليل إلى توقير واحتفال الجامعات السعودية بأهل العلم والحفظة والرواد، الذين ضاقت بعلمهم الواسع الشهادات الجامعية، فالتقطتهم دررًا واستقطبتهم نجومًا، أثرت بهم هيئاتها التدريسية وانتفع طلابها بعلمهم العظيم، هي التفاتة مهمة وتنبيه واجب للقائمين على إدارة المؤسسات الجامعية في بلادنا العربية، فهذه السُّنَّة الحميدة، وهي التعيين دون الالتزام بمسميات الشهادات، أسلوب عرفته الجامعات الأجنبية قبل العربية، فاستفادت منه، وبسبب هذا النهج رأينا العقاد وعبد السلام هارون وعمر الدسوقي، وغيرهم كثيرين، رأيناهم في أروقة الجامعات يحاضرون ويناقشون ويفيدون وهم لا يحملون لقب العصر وصرعته «الدكتوراه» ولا يعبأون بها، وكان الأمر كذلك في مؤسساتنا العلمية إلى أن ابتليت بالنظام الأمريكي الفجّ، الذي جعل الطلاب يمتحنون أساتذتهم في بعض المقابلات الخارجية، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
علمه وفضله:
أما علمه وفضله فإن الحديث في هذا الجانب «سوف يغرق في بحور إحسانه»، (وهي كلمة الحسن بن رجاء في مدح أبي تمام)، وما سطره الإخوة الأفاضل
1 / 15
والأساتذة الكبار من محبي الفقيد في مجلات وجرائد مصر والمملكة العربية السعودية والكويت ينبئك عن مكانته العلمية ورسوخ قدمه في علوم العربية، بما لا يتأتى لأحد في هذا العصر إلا القليل، وربما لا تجد عند غيره تلك الثقافة الموسوعية التي حظي بها يرحمه الله، وتلك القراءات الثرية تتلألأ بها مؤلفاته بصورة مدهشة، فأنت عندما تقرأ ما يكتب الدكتور الطناحي تجده تجاهك يحدثك وتحدثه، ويلقي إليك بفوائد جمة تجيئك تترى، والمحب للتراث إزاء تلك الفوائد والغرائب لا يكاد يلتقط أنفاسه من نفاستها وتتابعها، ويكفيك أن الإخوة في المملكة العربية السعودية عرفوا قدره فوضعوه بإزاء الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ محمد الغزالي والسيد صقر يرحمهم الله وغيرهم. كما أن فكه لطلاسهم أسلوب أبي علي الفارسي في كتاب «الشعر» دليل على رسوخ قدمه في تحرير النص وتحقيقه (انظر ج ١ ص ٦٣ وما بعدها).
وعالمنا الجليل يحرص على تذكيرنا دائمًا بأنه: «لا يغني كتاب عن كتاب» (الموجز في مراجع التراجم ص ٢٤) و«أن مجاز كتب التراث مجاز الكتاب الواحد»، (المرجع السابق ص ٣٥).
ولقد اخترمته المنية وقرار اختياره عضوًا في مجمع اللغة العربية في سبيله للصدور، فخسر المجمع بذلك ابنًا بارًا من أبنائه الأوفياء، ﵀ رحمة واسعة.
وبقي فقيدنا عمره كله وفيًا لتراث أمته يذود عنه بغي الباغين، وتشكيك المستغربين، ويسوؤه ما انتشر في هذا الزمان من استهانة به وبأصول تحقيقه ودراسته، واندفاع بعضهم في إخراج الطبعات السريعة لبعض كتب التراث: لا يعبأ بصحة القراءة، ولا يضبط النص، ويستجلب التعليقات مغيرًا على كتب الأئمة الأعلام، «ولا بأس من التهويش ببعض الشروح اللغوية التي تعبُّ من المعاجم عبًّا، وكثيرًا ما يقع في نقل هذه الشروح أخطاء فادحة، لعدم التنبه للمشترك اللفظي» كما يقول ﵀ في (كتاب الشعر لأبي علي الفارسي، المقدمة صفحة: ج).
1 / 16
زينة المجالس:
وتبقى بعد كل ذلك روحه المرحة وخفة ظلَّه وتعليقاته الطريفة، فهو زينة المجالس وريحانتها، مع عزة نفس وإباء، وحرص على صيانة كرامته من كل ما يسيء إليها ولهذا فهو يصف هؤلاء الذين يتزلفون لتلاميذهم في أسلوبه الساخر الممتع قائلًا: «وإن منهم لفريقًا يتهافت على ذوي المناصب من تلاميذه، حتى إذا رأى أحدهم في مجلس طمح ببصره إليه، وأخذ يمد عنقًا ويميل رأسًا، ويسدد نظرًا ليريه مكانه فتلتقي العينان، فيذهب بها غنيمة باردة يحدث بها أهله وولده، فإذا أبصره في طريقه ركض خلفه حتى يكاد يتعثر في أذياله، وشق الصفوف إليه وقد علاه البهر وغلبه النهيج حتى يوشك أن يكتم أنفاسه، فإذا انتهى إليه ابتسم في صَغار وانكسار وأخذ يذكره بتلمذته له في ثقل وغثاثة:
«ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظَّموه في النفوس لعظما»
(مقدمة كتاب الشعر ص ٦).
وانظر مقالته في الهلال عدد سبتمبر ٩٥ حول التصحيف والتحريف: «هذه النقطة وقضية التصحيف والتحريف»، وهو يناقش فيها الخطأ الذي جاء في امتحان اللغة العربية للثانوية العامة في بيت أحمد شوقي:
«ولم أخل من وجد عليك ورقَّة ... إذا حل غيد أو ترحل غيد»
إذ ورد مصحفًا في السؤال بالعين المهملة، والصواب «غيد» بالغين المعجمة (الشوقيات ٢، ١١٩).
فيستهل هذه المناقشة بأن يسوق رواية طريفة حول أشهر تصحيف في التراث، وهو التصحيف الذي جعل والي المدينة في زمن سليمان بن عبد الملك يخصي مجموعة من المخنثين، بسبب تصحيف وقع في كلمة «أَحص» بالحاء المهملة فصارت «اِخص» بالخاء المعجمة، هؤلاء الذين خصوا معرَّفون بأسمائهم، ويقال في ترجمة كل منهم: «وهو ممن خُصي بالنقطة».
1 / 17
وهكذا كان ﵀ في كل ما يكتب أو يقول خفيف الظل والروح، لا يمل مجلسه، وتود لو بقي معك اليوم كله لا يفارقك.
واليوم ونحن نكتب هذه السطور نشعر بالأسى لفقد «جبل من جبال العلم» - كما وصفه أخي العزيز عبد الحميد البسيوني - حفظه الله ومتعه بالعافية.
وإذا كان الفساد قد ألقى بعاعه في هذه الأيام على حياتنا الأدبية، فإن الدهر قد لا يجوز بأمثاله، وإن عزاءنا أنه لم يمت بيننا، وستبقى الذاكرة تسترجع صورته وعلمه ومواقفه النبيلة العظيمة، وسوف تخلده مآثره وكتبه وسيرته في خدمة التراث العظيم لهذه الأمة التي كرمها الله ﷿ بلغتها ودينها، ولهذا فإن الباحثين مدعوون إلى العكوف على دراسة منهجه وقراءة كتبه واستخلاص المعلومات والإشارات حول قضايا التراث المختلفة ونسخ المخطوطات الثمينة والنادرة التي نسخها أو رآها، وقبل هذا تمثل مراحل حياته التي أوصلته إلى هذه القمة العلياء من العلم والفضل، والتي تصورها سيرة حياته الثرية بالتجارب، ثم الاستفادة من تلك التجارب التي صقلته، والتي سطر كثيرًا منها في كتبه وهوامشه، فعليك ﵀ يا أبا محمد، وجزاك عما قدَّمت خير الجزاء الذي يجزى.
* * *
1 / 18
من ذكريات الدكتور الطناحي في مكة
لمَّا عاد الدكتور محمود الطناحي من مكة المكرمة - وقد قضى فيها ما يقارب أحد عشر عامًا -كتب كلمة تفيض وفاءً ومحبة وذكرى للسنين التي قضاها فيها؛ حيث يقول في مقدمة تحقيقه لكتاب «منال الطالب» لابن الأثير (١/ ٧) الطبعة الثانية: «وتبقى كلمة:
لقد قلت: إنَّ الطبعة الأولى من ذلك الكتاب قد صدرت عن مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، زادها الله تشريفًا وتكريمًا ومهابة، وتلك أيامٌ عزيزة، أذكرها فتفيض النفسُ سعادةً وتَحنانًا، ففي عام ١٣٩٨ هـ = ١٩٨٧ م، تلقَّيتُ دعوةً علميَّةً كريمة من كلية الشريعة بمكة المكرمة، للمشاركة في إرساء قواعد مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي الذي قام في تلك الأيام ملحقًا بكلية الشريعة. وقد أنزلني القومُ آنذاك مُنْزَلًا كريمًا (١).
_________
(١) حيث عوملت وظيفيا تحت بندٍ هناك يسمَّى «كفاءة نادرة» يُعامل به الإنسان الذي أكرمه الله بشيء من العلم معاملة «العالم» لا معاملة «حامل الشهادة العليا». وفي ظل هذا البند كان يعامل الأساتذة: محمد متولي الشعراوي، ومحمد الغزالي، والسيد أحمد صقر، والسيد سابق، ومحمد قطب، وطائفة من كبار مشايخ الأزهر، من طبقة الفقهاء الحفظة، منهم: محمد الصادق عرجون، ومحمد أبو شهبة، وعثمان مريزق، وسيد العقبى، ومحمد شعبان حسين، وأحمد أبو سنة، وعلي العماري، ثم الشيخ المعمر الفقيه، شيخ الشافعية في وقته، ورئيس لجنة الفتوى بالأزهر، الشيخ محمود عبد الدائم.
ورئيس لجنة الفتوى بالأزهر، الشيخ محمود عبد الدائم.
وفي رحاب هذه الكوكبة النادرة من العلماء الأعلام، التي قل أن تجتمع في مكان، تخرجت =
1 / 19
ولم يكن في تقديري البقاءُ بتلك الديار المباركة أكثر من عامين أو ثلاثة، لأعود إلى عملي بمعهد إحياء المخطوطات بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - ومعهد المخطوطات هي بيتي وشبابي وأحلامي - ولكن شاء ربك أن تمتد الإقامة أحد عشر عامًا، فكنت كما قال أحمد بن الحسين بن حيدرة، الشاعر المعروف بابن خراسان (٤٩٧ هـ):
نزلنا على أن المُقام ثلاثةٌ ... فطابتْ لنا حتى أقمْنا بها عَشْرا
* * *
وكان مما قدر الله وقضى أن أترك مركز البحث العلمي؛ للتدريس بقسم الدراسات العليا العربية، والإشراف على بعض الرسائل الجامعية العليا. وكانت أيامًا زاكية مباركة، قرأت فيها مع إخواني الشباب (١) هناك شيئًا من علوم العربية، وقد أعطيتهم وأعطوني، أعطيتهم خبرة الأيام، وثمار مجالسة أهل العلم ومشافهتهم والرواية عنهم، وأعطوني حماسة الشباب وتوقده، بل إنهم فتحوا لي أبوابًا من
_________
(١) = ... طائفة من الشباب السعوديين النابهين، مؤسسين تأسيسًا علميًا صحيحًا.
ومن أمانة التاريخ، ومعرفة أقدار الناس أذكر هنا أصحاب الفضل في إرساء هذه المبادئ العلمية الرفيعة: الشريف راشد الراجح، ومحمد بن سعد الرشيد، وناصر بن سعد الرشيد، وعليان بن محمد الحازمي، وعبد الله بن سليمان الجربوع، وحسين حامد حسان، وحسن محمد باجودة. فهؤلاء هم الذين سعوا إلى العلماء في بيوتهم، وأحلوهم دار الكرامة، ولم يتغيروا عليهم بطول المكث والإقامة.
() أذكر منهم: عياد بن عيد الثبيتي، وسليمان بن إبراهيم العايد، ومحمد بن حمود الدعجاني، وعثمان بن حسين الصيني، وحماد بن محمد الثمالي، وصالح الغامدي، إلى شباب آخرين، لم أشرف عليهم، ولكني سعدت بمذاكرتهم ومجالستهم، ومناقشة بعضهم في رسائلهم الجامعية، منهم: عبد الرحمن بن سليمان العثيمين، وسعد بن حمدان الغامدي، وحمد الزايدي، وعبد الله القرني، ومحمد العمري، ومحسن العميري، والشريف عبد الله الحسيني البركاتي - شفاه الله -، ومحمد بن مريسي الحارثي، وعبد الله العبادي، سقى الله أيامهم جميعًا بالخير.
1 / 20
النظر، ودلوني على فوائد في الكتب، لم أكن أقف عليها لولا نظرهم ومفاتشتهم، ولا زلت أقول: إننا حين نعلم ونخرج أبناءنا الطلبة إنما نقرأ معهم العلم مرة أخرى، بل ربما استفدنا منهم مثل الذي استفادوه منا، ولأمر ما كان التلميذ قديمًا يسمى «صاحبًا» لشيخه: فأبو يوسف ومحمد صاحبا أبي حنيفة، والربيع بن سليمان المرادي صاحب الشافعي، وابن جني صاحب أبي علي الفارسي ... وهلم جرا.
وهكذا مضت أيامي مع هؤلاء الأحباب، فقضيت معهم وبهم أحلى الأوقات، وسعدت بأكرم جوار، ونعمت بأرحب دار، ولولا أكبادنا التي تمشي على الأرض، لما كان لي عن هذه الديار مذهب ولا متحول، ولا زلت مع تطاول الأيام وكرور الليالي أجد لذع تلك الدمعة السخينة التي تحدرت من عيني ساعة غادرت مكة، وأنا أنشد أقول الشريف الرضي:
وتلفتت عيني فمذ خفيت ... عني الطلول تلفت القلب
وما برح القلب يتلفت، وما زالت العين تشتاق حتى يأذن الله بلقاء.
اللهم اجز إخواننا هؤلاء خير الجزاء، واربط على قلوبهم، واجعلهم موصولين بالعلم، بارين به، حافظين لأمانته ...».
* * *
1 / 21
السيرة الذاتية
للأستاذ الدكتور محمود محمد الطناحي
* وُلد عام ١٩٣٥ م بمحافظة المنوفية - جمهورية مصر العربية.
* انتقل إلى القاهرة في الثامنة من عمره.
* أتم حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم في الثالثة عشرة من عمره.
* التحق بمعهد القاهرة الديني بالأزهر الشريف، وحصل على الشهادة الابتدائية عام ١٩٥٣ م، والشهادة الثانوية عام ١٩٥٨ م.
* التحق بكلية العلوم - جامعة القاهرة - وحصل على شهادة الليسانس في علوم اللغة العربية والشريعة الإسلامية عام ١٩٦٢ م.
* حصل من الكلية نفسها على شهادة الماجستير (قسم النحو والصرف والعروض) عام ١٩٧٢ م بتقدير «ممتاز»، وكان موضوع أطروحته: (ابن معطي وآراؤه النحوية، مع تحقيق كتابه: الفصول الخمسون).
* ومن كلية دار العلوم أيضًا حصل على شهادة الدكتوراه (قسم النحو والصرف والعروض) عام ١٩٧٨ م بمرتبة الشرف الأولى. وكان موضوع أطروحته: (ابن الشجري وآراؤه النحوية، مع تحقيق الجزء الأول من كتابه: الأمالي النحوية).
* عمل عقب تخرجه عام ١٩٦٣ م معيدًا بمعهد الدراسات العربية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. وفي عام ١٩٦٥ م ترك الجامعة الأمريكية، وعُيَّن خبيرًا بمعهد
1 / 22
المخطوطات العربية بجامعة الدول العربية (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - اليونسكو العربية)، وظل بمعهد المخطوطات إلى أواخر عام ١٩٨٧ م، حيث انتدب أستاذًا مشاركًا بقسم الدراسات العليا العربية بكلية الشريعة - جامعة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة - كلية اللغة العربية، جامعة أم القرى الآن. ثم استقال منها بنهاية العام الدراسي ١٤٠٩ هـ = ١٩٨٩ م.
* عين أستاذًا مساعدًا بكلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة القاهرة - فرع الفيوم، في ٢٧/ ٣/١٩٩١ م، رُقَّي أستاذًا بتاريخ ٣١/ ٥/١٩٩٥ م، وعمل أستاذًا بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب - جامعة حلوان.
عمل خبيرًا بمجمع اللغة العربية بالقاهرة، وبمركز تحقيق التراث بدار الكتب المصرية، وعضوًا بالهيئة المشتركة لخدمة التراث العربي (المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - معهد إحياء المخطوطات العربية).
النشاط العملي:
* اتصل بالمخطوطات العربية، منذ أن كان طالبًا بالسنة الأولى بكلية دار العلوم: ناسخًا ومفهرسًا ومحققًا، فنسخ كثيرًا من المخطوطات المشرقية والمغربية، وأعان بعض المستشرقين الذين نزلوا مصر.
* شارك في نشاط معهد المخطوطات العربية بالقاهرة، على امتداد ثلاثة عشر عامًا، وخرج عضوًا في بعثاته لدراسة وتصوير المخطوطات. ومن البلدان التي زارها وفهرس نوادر مخطوطاتها:
* تركيا عام ١٩٧٠ م.
* المغرب الأقصى، مرتين - عام ١٩٧٢ م، وعام ١٩٧٥ م.
* المملكة العربية السعودية عام ١٩٧٣ م.
* جمهورية اليمن الشمالية عام ١٩٧٤ م.
1 / 23
* وقد اكتشف في هذه البلدان بعض المخطوطات المجهولة التي لم يكن يعلم الناس عنها شيئًا، والتي لم تدرج في فهارس المكتبات.
* شارك في ندوة «أبناء الأثير» التي عقدتها جامعة الموصل بالجمهورية العراقية (مارس ١٩٨٢ م)، واشترك ببحث عنوانه: «مجد الدين بن الأثير في علم غريب الحديث».
* شارك وحاضر في الندوات التي عقدتها مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي، (أحمد زكي يماني) لدراسة وفهرسة المخطوطات الإسلامية: القاهرة - يناير ١٩٩٤ م، إستانبول - سبتمبر ١٩٩٤ م، لندن - يونيه ١٩٩٥ م.
* شارك في ندوة «تاريخ الطباعة العربية في القرن التاسع عشر» التي أقامها مركز جمعة الماجد للتراث والثقافة بدبي - أكتوبر ١٩٩٥ م.
* شارك في ندوة «اللغة العربية المعاصرة في مصر»، التي أقامها المجلس الأعلى للثقافة، إبريل ١٩٩٧ م.
* شارك في ندوة «علي الجارم»، التي أقامها المجلس الأعلى للثقافة ١٩٩٨ م.
* شارك في تدقيق وتحرير (مدخل قاموس القرآن الكريم) الذي أصدرته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي - ١٤١٢ هـ - ١٩٩٢ م.
* حرر مادة «أحمد محمد شاكر» في دائرة المعارف الإسلامية التي تصدر في إستانبول باللغة التركية.
* نشر عدة مقالات بمجلات الرسالة والهلال والكتاب العربي والمجلة والثقافة والشعر بالقاهرة. ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة ودمشق، والعربي بالكويت، ودعوة الحق بالمغرب، وكلية اللغة بمكة المكرمة.
* شارك في ندوة «المحافظة على كنوز التراث الإسلامي» التي عقدت على هامش الدورة الثالثة للمجلس التنفيذي لمؤتمر وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
عمان - الأردن - سبتمبر ١٩٩٦ م.
1 / 24
* شارك في تقييم برامج كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي - الإمارات العربية المتحدة - نوفمبر ١٩٩٦ م.
الإنتاج العلمي للأستاذ الدكتور محمود محمد الطناحي (من سنة ١٩٦٣ م إلى سنة ١٩٩٨ م):
التحقيقات:
١ - النهاية في غريب الحديث والأثر، لمجد الدَّين بن الأثير، المتوفى سنة ٦٠٦ هـ (خمسة أجزاء: الثلاثة الأولى بالاشتراك، والرابع والخامس بالانفراد) مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة ١٣٨٣ هـ = ١٩٦٣ م (١)
٢ - طبقات الشافعية الكبرى، لابن السبكي، المتوفَّى سنة ٧٧١ هـ. (عشرة أجزاء بالاشتراك) الطبعة الأولى بمطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة ١٣٨٣ هـ = ١٩٦٤ م، والطبعة الثانية بدار هجر القاهرة، ١٤١٣ هـ = ١٩٩٢ م.
٣ - العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين (مكة المكرمة)، لتقي الدَّين الفاسي، المتوفَّى سنة ٨٣٢ هـ (الجزء الثامن)، مطبعة السنة المحمدية، القاهرة ١٣٨٨ هـ = ١٩٦٩ م.
٤ - الغريبين - غريبي القرآن والحديث -، لأبي عبيد الهروي، المتوفَّى سنة ٤٠١ هـ (الجزء الأول)، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، القاهرة ١٣٩٠ هـ = ١٩٧٠ م.
٥ - الفصول الخمسون - في النحو-، لابن معطي، المتوفَّى سنة ٦٢٨ هـ - وهو رسالة الماجستير بكلية دار العلوم - مطبعة عيسى البابي الحلبي، القاهرة ١٣٩٦ هـ = ١٩٧٦ م.
٦ - تاج العروس، شرح القاموس، للمرتضى الزَّبيدي، المتوفَّى سنة ١٢٠٥ هـ، (الجزء السادس عشر) وزارة الإعلام بالكويت ١٣٩٦ هـ = ١٩٧٦ م.
٧ -
_________
(١) هذا التاريخ إنما هو للجزء الأول، وكذلك في الذي بعده.
1 / 25