155

Maqālāt fī kalimāt

مقالات في كلمات

Publisher

دار المنارة للنشر والتوزيع

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م

Publisher Location

جدة - المملكة العربية السعودية

Genres

وإلا فما هو الجاسوس، وماذا يصنع أكثر من هذا؟
وهؤلاء الوسطاء: أليسوا سوريين؟ ألا يعد عملهم هذا خيانة للوطن؟ ألا تمتد إليهم يد القانون؟
لقد تخلصت أنا من الرجلين لأني قد تعودت بأن أقول ما يقال، ولو خالفت هذا الآداب المخنثة المائعة التي يسمونها آداب المجاملة، وعرف الناس ذلك عني، فصاروا يقبلونه مني. ولكن ما كل واحد يستطيع الخلاص منهم. فأين الحكومة؟
والعلماء لا يشعرون أن عليهم واجبًا ثقيلًا، هو أن يفهموا الشباب أن النظام الشيوعي والنظام الرأسمالي، ليسا هما كل شيء، ولا يجب حتمًا أن نتبع واحدًا منهما، ونكون مطايا لأصحابه، وأن لنا نظامًا مستقلًا، نظامًا كاملًا شاملًا يحل هذه المشكلات كلها على طريقته؛ وهو الإسلام.
لقد قام رجل مسلم فصرح بهذه الحقيقة وسط الكونغرس الأميركي، هو لياقت علي خان، قبل أن يقوم العلماء المسلمون فيصرحوا بها في جامع بني أمية.
فأين العلماء؟
ومتى نشعر بكرامتنا فلا يطمع فينا كل راغب، ولا يستامنا كل طالب؟ ومتى نعرف ثرواتنا، فلا نمد أيدينا لنشحذ أبدًا؟ نشحذ القوانين، وعندنا أعظم تشريع في الدنيا، ونشحذ المبادئ الاجتماعية والأساليب الأدبية كما نشحذ الموضات وأدوات الزينة؟
متى نكون رجالًا نقبل من الغرب النافع ونرفض الضار؟ ومتى نرى الحق حقًا ولو كان من مصنوعات الشرق، ونرى الباطل باطلًا ولو كان

1 / 158