أقول إن الرطوبات 〈والأجرام〉 التى هى〈غير〉 محدودة مشكلة يحدها لاتفاق شكلها المحيط بها، وكذلك ليس لها لون ذاتى لكنها قابلة حاملة خادمة للألوان الغريبة، وكذلك هى أيضا قابلة للأشكال الغريبة.
فبحق صيرت الطبيعة الجرم القابل الخادم للألوان الغريبة مستشفا غير محدود أعنى بلا لون، وإنما صيرته مستشفا ليكون قابلا حاملا للألوان، فصيرته لا لون له لئلا يختلط بألوان الاشياء المحسوسة الذاتية فيمنع الحاس أن يستدل على حقائق ألوان الاشياء.
وأما الصنف الآخر 〈وهو〉 المستشف المحدود فهو الذى فى الأجرام الجاسئة الصلبة، فان لكل جرم جاسئ صلب غير سائل كمزاج أفقين: أحدهما بأنه جرم وهو السطح والشكل والثانى بأنه مستشف محدود وهو اللون، فصار أفق جرم الشىء السطح والشكل، وصار أفق مستشف الشىء هو اللون.
فقد استبان الآن أن اللون هو أفق المستشف المحدود كما قال الفيلسوف.
وما ينبغى أن يعلم أن ليس كل جرم 〈مستشفا ولا كل جرم〉 هو قابل للألوان ولا كل مستشف هو محدود، فأما المستشف المحدود فهو ذو اللون وهو ذو السطح والشكل.
ونقول أيضا: من الاشياء المستشفة المحدودة ما هو أكثر استشفافا ومنها ما هو أقل. فأما الذى هو أكثر استشفافا فشبه الجرم الأبيض أعنى النار، فإن النار ترى شقراء لاختلاط سواد الدخان بها.
Page 366