لو كان الفضة في جرة
حركت الجرة آذانها
ولكنه عدل عن طريق الإسراف، وقسم هذه الصناديق قسمة إنصاف، فنقل خمسة منها إلى منزل الشاب الفقير، وحمل الفتاة وطرحها بجانب الحصير، وساق العجوز إلى الشيخ الكبير، ووضعها بجواره في القبة على السرير.
فلم تك تصلح إلا له
ولم يك يصلح إلا لها
واختص من الصناديق باثنين، وترك ثلاثة منها بلا مين، وكان من عادة هذا الهرم مع الصبية، أنها تتعهده بالدلك حتى يستيقظ من نومته الهنية، فلما كان في صباح ليلة ذهاب الكنوز، واستبدال هذه الصبية بالعجوز، انتبه الشيخ من كراه، والتفت إلى وراه، فرأى جيفة في موضع الوليفة، فوكزها برجله في صدرها، وكزة هيأتها إلى قبرها، وسحبها على وجهها وهو مذموم مدحور، وألقاها في حفرة مرحاض مهجور، ثم تفقد ماله فوجد سبعة من الصناديق قد عدمت، فهوت أركان قواه وهدمت، وطار لبه، وانخلع قلبه، وبكى لذهاب الزوجة والعين، وسخط على الزمان ولعن غراب البين.
أف للدنيا إذا كانت كذا
أنا منها في بلاء وأذى
إن صفا عيش امرئ في صبحها
جاءه بالأمس بما فيه القذى
Unknown page