وينتقل الرفيقان للبادية ،، كانت المعلومات لديهم بأن المنطقة شديدة البرودة ووعرة المسالك .. لكن ذلك لم يفتر في عزيمتهما .. مغتربان ويحاولان الحصول على مصدر رزق .. وصلا للمنطقة وأستقبلهما العم شعيل صاحب العمل الجديد .. كان البرد القارس يجعلها يرتجفان ،، وهما في حيرة من أمرهم ، العم شعيل يدلهما على الخيمة التي ستأويهما .. ويرجع محملا بأغطية صوفية ، جاسر يتأمل العم شعيل ثم يهب لمساعدته بحملها ، لكنه يرفض قائلا له أنتم ضيوفي ياولدي ... يناولهما الأغطية طالبامنها الإسترخاء والتدفي بها ثم ينادي يامزنة هاتي القهوة والحطب .... جاسر يإلاهي هل أنا في حلم ،،، برهة تأني العمة مزنة ومعها الحطب لتشعله بالخيمة فيعم الدفئ ويتناول العم شعيل دلة القهوة فيشرب الرفيقان وتسري بأجسامهم نوعان من الدفئ ، كانت حياة المدينة قد أفقدتهما كل أمل أن يجدا من يحمل مشاعر وبساطة وكرم إبن الجزيرة العربية ، ويطلب جاسر مأء .. فيسمع صوت العمة مزنة (زوجة شعيل) تنادي عليه إليك الماء ياولدي ... ولدي ؟؟ يالها من كلمة رنانة فقدتها منذ أكثر من عامان ... وكانت نساء من عملت لهم ينادونني يا....... ولم تمر سوى سويعات فأذا بالعم شعيل يحمل وجبة العشاء إليهم ... داعيا لهم لتناوله بقوله تفضلوا ياأولادي !! .. جاسر ينهض صباحا .. يفتح عينيه ثم يخرج فلا يشم رائحة لدخان عوادم السيارات .. كان الجو باردا ونقيا صافيا .. أستطاع من خلاله رؤية الأفق ... كان تعامل العم شعيل يدفئ قلوبهم ومشاعرهم ....
Page 103