139

Maqalat

مقالات الأستاذ الهاشمي اليماني

Genres

يبحث أبي الطيب عن ناقته الصيعرية الرشيقة فيمتطيها وهو الأكثر رشاقة ووسامة .. يرفع هامته الكندية ممسكا بزمام الصيعرية تلقآء أم الدنيا مصر ... وبالطريق يستريح فإذا بإمرأة ضخمة الجثة سمينة منتفخة أقدامها أشبه بقوائم الفيل .. كاد الذعر أن يتسلل للمتنبي ،، لكن المرأة طمأنته بتقديم التحية ثم قدمت نفسها .. أنا ضبة وهؤلاء هم أبنائي بني ضبة .. هل لديك متاع على كورناقتك ..؟؟ نعم . تشير المرأة لإبنائها بنهب متاع أبي الطيب المسافر ... يتأوه ويندب حظه العاثر أمام هذه السيدة السمينة ويتأملها تولي مع أبنائها ومنظر وركيها المترهلين ووقع أقدامها يكاد يحدث زلزالا .. ويشكر الله أنها لم تأمرهم بسلب ناقته أوتلقي بجسدها المكتنزالمترهل عليه فتسحقه سحقا ، كما لم ينس أن يرسم المنظر كاريكاتوريا .. ويواصل المسيرة ،، وبصبح يوم جميل يصل لأرض مصر ويحرص على تأشيرته حتى لايتعرض للعقاب .. يغادر للريف ليجد الكلاء لناقته .. ثم البحث عن مناظر .. ليرسم يزاول مهنته ليستفيد منها لاحقا ربما لبيع اللوحات بمعارض العاصمة .. لم يستطع الوصول للمناظر الخلابة بعد , فقد ألهته قطعان أبقار سمينة تسمى الجواميس .. وكان في حيرة من أمره لمشاهدته بشرسمان من الجنسين برفقة الجواميس .. فقرر أن هناك سر ربما يكمن بالمكان أو الماء .. وهرول نحو النهر وبجوار أغصان البردي الرشيقة وجد ضالته .. وأخرج الريشة والألوان من جعبته ليرسم لوحة .. ويقطع تفكيره جلبة بالماء .. يلتفت فيجد حيوانا ضخما لاهو بالفيل ولا الجاموس .. وكان فاغرا الفم .. الحيوان سيد قشطة ,, سمنة مفرطة حتى بداخل الماء !! . . ينصرف على عجل ويطرق قلب المدينة باحثا عن خان أو فندق ومن ثم كفيل أو معرف ، كان يتظور جوعا وسأل عن هريسة أوفتة بالموز أوعصيدة .. أعطي شيا يشبه العصيد لكنه لم يستسغه وأفهم أنه الوجبة الرئيسية ويسمى الفول .. إكتفى بشرب ما جادت به ناقته من لبن , وفي ميدان يتوسط البلدة وجد أمة من البشر كلهم مهترئي ومترهلي الجسد منتفخي البطون يتدحرجون بمشيتهم لثقل أوزانهم ، ويرددون بصوت عال ومنفر عبارات .. بالروح .. بالدم .. نفديك ياكافور .. كانوا يتجمعون حول فارس يمتطي جوادا فهم أبي الطيب أنه الحاكم كافور الإخشيدي .. ويرددون عباراتهم .. إستاء إبي الطيب منهم ، وتقدم خطوة نحو الفارس كافور وعرض عليه أن يرسمه ... رفض كافور بمنطق فض .. ! متذرعا أنه لايحق لأحد ممارسة الرسم على أرضه إلا أن يكن من أهل الحضوة .. والذين يجب أن يرضى عنهم ويكلفهم سلفا ، وأنه لايحق لمقيم مكفول هواية الرسم ... إشتعلت نيران غضب أبي الطيب وهم بمخاطبة القوم ،، لكن هناك من كان يراقبه أسدى له نصحا بأن يرحل سالما معافى قبل أن يتيقض له كافور ويكتشف أن تأشيرته قريبة الإنتهاء .. كان أبي الطيب مهموما مغموما خائبا محبطا من كل مايرى فرسم لوحات كئيبة أودعها أحد معارفه .. وعاد من حيث أتى عملا بالنصيحة ..

Page 162