Manzar Min Sakhrat Qalca

Shayma Taha Raydi d. 1450 AH
168

Manzar Min Sakhrat Qalca

المنظر من صخرة القلعة

Genres

لا أعلم من يظن أنه الملام في ذلك - الممرضات، أم المستشفى، أم الحكومة - ولكنني لم أعتد رؤية الأطباء بهذا الانفعال، وآخر شيء أريده منه هو الاعتراف منه بالعجز وقلة الحيلة؛ فهذا يبدو نذير شؤم على أبي.

فقلت: «أنا لا ألومك ...» «حسنا إذن. لا تلوميني.»

تفرغ الممرضة من الحديث عبر الهاتف ، وتخبرني بأن علي التوجه إلى قسم الإدخال وملء بعض الاستمارات، وتقول: «أمعك بطاقته؟» ثم تخاطب الطبيب قائلة: «إنهم يدخلون شخصا صدمته سيارة على طريق لاكناو السريع. وبقدر ما فهمت، حالته ليست سيئة جدا.» «حسنا، حسنا.» «إنه يومك!» •••

يودع أبي في عنبر مكون من أربعة أسرة، أحدها خاو، وفي السرير المجاور له، بجانب النافذة، يوجد رجل عجوز ينام مستلقيا على ظهره ويتلقى الأكسجين ولكن يستطيع التحدث. يقول إنه خلال العامين المنصرمين خضع لتسع عمليات جراحية، وأمضى معظم العام الفائت في مستشفى المحاربين القدماء في المدينة. «لقد استأصلوا كل شيء استطاعوا استئصاله ثم أتخموني بحبات الدواء وأرسلوني إلى المنزل كي أموت.» يقول هذا وكأنه دعابة ألقاها عدة مرات بنجاح.

في حوزة هذا الرجل راديو كان يشغله على محطة لموسيقى الروك. ربما هذا هو كل ما استطاع الوصول إليه، وربما كان يحبها.

على الجانب الآخر من أبي كان ثمة سرير لمسن آخر كان قد نقل منه ووضع على كرسي متحرك. هذا الرجل له شعر أبيض قص على نحو قصير للغاية، ولكن لا يزال كثيفا، وله الرأس الكبير والجسد النحيل المميز الذي لطفل سقيم. يرتدي رداء مستشفى قصيرا ويجلس في الكرسي المتحرك وساقاه متباعدتان، كاشفا عن خصيتين بنيتين جافتين. توجد صينية في مقدمة الكرسي مثل تلك الموجودة في كرسي الأطفال العالي، وكان قد أعطي منشفة وجه ليلعب بها. يلف هذا الرجل المنشفة على هيئة أسطوانة ويطرقها ثلاث مرات بقبضة يده، ثم يحلها ويعاود لفها مجددا بعناية، ويطرقها مرة أخرى. كان دائما يطرقها ثلاث مرات، مرة عند كل طرف من طرفيها ومرة في المنتصف. ويستمر هذا الفعل طوال الوقت.

يقول أبي بصوت خفيض: «ديف إيلرز.» «أتعرفينه؟» «بالتأكيد، إنه عامل السكة الحديد العجوز.»

يرمقنا عامل السكة الحديد العجوز بنظرة سريعة، دون أن يوقف ما يقوم به، ويقول بنبرة تحذير: «ها.»

فيقول أبي دون سخرية كما بدا: «لقد تدهورت حالته.»

فأقول: «حسنا، أنت أجمل رجل في الغرفة والأكثر أناقة أيضا.»

Unknown page