Manzar Min Sakhrat Qalca

Shayma Taha Raydi d. 1450 AH
134

Manzar Min Sakhrat Qalca

المنظر من صخرة القلعة

Genres

أعجبني أسلوبها في قول ذلك، «أنا جاهلة تماما»، أعجبني صوتها الأجش، ونبرتها المرحة المشوبة بالتعب، وطريقتها التي بدت بها تشير إلى أن أشكال الطعام الهندسية الدقيقة لم تكن ضرورية، بل وقد تكون سخيفة وتافهة. تمنيت لو كنت هي، برداء سباحة أملس أسود اللون، وسمرة تشبه التوست الأسمر، وشعر داكن ناعم منسدل حتى كتفيها، وأحمر شفاه ذي لون أرجواني خفيف.

لم يكن هذا يعني أنها بدت سعيدة، ولكن طابع التجهم والتذمر الذي تميزت به بدا لي جذابا، وتلميحاتها الدرامية الكئيبة كانت مثار حسد من جانبي. كانت هي وزوجها نوعية مختلفة تماما من الأثرياء مقارنة بالسيد والسيدة مونتجوي؛ فقد كانا أقرب إلى الأشخاص الذين كنت أقرأ عنهم في الأخبار بالمجلات وفي الكتب على شاكلة كتاب «الباعة المتجولون»؛ أي من تلك النوعية من الناس الذين يكثرون من الشرب ولهم الكثير من العلاقات الغرامية ويذهبون إلى الأطباء النفسيين.

كان اسمها كارول، وكان زوجها يدعى إيفان. كانا يردان بخاطري باسميهما الأولين، وهذا شيء لم أحاول قط فعله مع آل مونتجوي.

طلبت مني السيدة مونتجوي أن أرتدي ثوبا، فارتديت الثوب القطني ذا الخطوط القرنفلية والبيضاء، موارية الجزء الملطخ عند الخصر أسفل الحزام ذي الرباط المرن. كان جميع الحاضرين يرتدون بناطيل قصيرة وأردية السباحة. وأخذت أمر بينهم أقدم الطعام. لم أكن أعرف كيفية القيام بذلك؛ ففي بعض الأحيان كان الناس يضحكون أو يتحدثون بحرارة بالغة لدرجة أنهم لم يكونوا يلاحظونني، وكنت أخشى أن تتسبب حركات أيديهم في الإطاحة بقطع الطعام؛ لذا كنت أقول: «معذرة، أتود واحدة من هذه؟» بصوت مرتفع بدا غاية في الحسم أو حتى التعنيف. حينها كانوا ينظرون إلي بتندر مشوب بالدهشة، وراودني شعور بأن مقاطعتي قد أصبحت مزحة أخرى لهم.

قالت السيدة مونتجوي: «كفى مرور الآن.» وجمعت بعض الكئوس وطلبت مني غسلها، قائلة: «الناس لا يلقون بالا لكئوسهم إطلاقا. من الأسهل أن تغسليها وتحضري كئوسا نظيفة. حان الآن وقت إخراج كرات اللحم من الثلاجة وتسخينها، هل يمكنك القيام ذلك؟ راقبي الموقد؛ فالأمر لن يستغرق طويلا.»

وبينما كنت مشغولة في المطبخ، إذا بي أسمع السيدة هاموند تنادي: «إيفان! إيفان!» كانت تجوب الغرف الخلفية للمنزل. ولكن السيد هاموند دخل عبر باب المطبخ المؤدي إلى الغابة، ووقف هناك ولم يجبها. وأقبل نحو النضد وصب بعضا من خمر الجين في كأسه.

قالت السيدة هاموند قادمة من غرفة المعيشة: «أوه، إيفان، ها أنت هنا.»

فقال السيد هاموند: «ها أنا هنا.»

فقالت: «وأنا أيضا.» ودفعت كأسها عبر النضد.

ولم يلتقطها، بل دفع زجاجة الجين نحوها وتحدث إلي قائلا: «هل تستمتعين بوقتك يا ميني؟»

Unknown page