119

Manshur Hidaya

Genres

ربما يتطرق الرد إلى ساحتهم ويخل النقص / والغض من منصبهم وهم خاصة 165 الملك وأحباؤه - رضوان الله عليهم أجمعين - قلت: قد قدمنا أن المثالين مختلفان والمبنين متباينان، فمثال الصوفية، رضوان الله عليهم ، إنما جاء لبيان وصف الفقيه اوصف الصوفي ، فذكروا أن حال الفقيه حال بواب الملك والبواب وإن جعل حارسا الأهل الشر والفساد فهو أمين على الظاهر، والصوفي أمين على الأسرار.

فإن قلت: هذا يخالف ما قررته من أن ليس الولي إلا العالم ولا فارق بينهما قلت: نعم هو كذلك، أترى صاحب السر يخفى عليه ما ظهر ويخص بما استترة ووكيف؟ والظاهر كل الناس فيه اسوة ويعلمه صاحب السر وغيره، وإنما اختص صاحب السر بما اختص من معنى لا يليق بغيره، فجعله الملك عنده واستخزنه في اخزانته لكونه أهلا لها ومحلا لحفظها، وكذلك البواب فإنه أمر بالحكم بالظاهر اوالصوفي معه من العلم ما مع البواب وزاد بذلك السر، فهو عالم صوفي . ولذا وردا اي الحديث (ما اتخذ الله من ولي جاهل) فالعالم بالله العامل هو صاحب السر، وهو اواب من حيث القيام بوطيفة الحراسة الظاهرة، وصاحب سر من حيث قيامه بويف ذ لك السر، والعالم الذي ا لم يبلغ درجة العمل قام بتلك الوظيفة الظاهرة والحراسة 1166.

الاحظ له في وظيفة السر المستودع منه ، فينتج من هذا أن كل صوفي عالم وإلا لم الكن صوفيا، وليس كل عالم صوفيا إذ يبعد أن يعلم الخفي من أحوال الملك ولا يعلم اا هو ظاهر ولغيره(1)، ومدعي ذلك كمن يدعي رؤية كنز في البحر ولا يرى نفس البحر. وهل هذا إلا سفه وضلال اوانظر في مثال الصوفية ، هل فيه حكم على البوابين بالنوم المغضي إلى تضليل اعلماء الأمة؟ وهل في مثالهم تحجير من الملك في الدخول لداره بأن لا يدخلها أحد ووغير ذلك من بشاعة كلمات الرجل(2) التي لو تتبعت معانيها لاحتملت أسفارا، ولو اصدينا لها لكان هذا الجزء(3) كله فيها. ولنكف العنان، ففي هذا غنية لأولي الألباب من وفق للتقوى سمع فعمل، ومن كان نصيبه الهذيان طرد وخذل.

(1) كذا (ولغيره) معناها لم يتضح لنا 2) هو تلميذ الديندي المذكور.

) يقصد هذا الكتاب (منشور الهداية) .

Unknown page