ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي ... لأخدم من لاقيت لا أخدما أشقى به غرسا وأجنيه ذلة ... إذن فاتباع الجهل قد كان أسلما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم ... ولو عظموه في النفوس تعظما
ولكن أذلوه فهان ودنسوا ... محياه بالأطماع حتى تجهما
ومن هذه الطبقة: الصاحب الكافي، وأبو نصر اسماعيل بن حماد الجوهري، إمام اللغة، مصنف الصحاح، ومن شعره في ذم رجل من النواصب:
رأيت فتى أشقرا أزرقا ... قليل الدماغ كثير الفضول
يفضل من حمقه دانيا ... يزيد بن هند علي ابن البتول
الطبقة الثانية عشرة
هم أصحاب قاضي القضاة منهم: أبو رشيد سعيد بن محمد النيسابوري، وكان بغدادي المذهب، فاختلف إلى القاضي وله تصنيف، فدرس عليه وقبل عنده أحسن قبول، وصار من أصحابه. وإليه انتهت الرئاسة، بعد قاضي القضاة، انتقل إلى الري وتوفي بها، وله تصانيف جيدة. منها: ديوان الأصول، وابتدأ فيه بالجواهر والأعراض، ثم بالتوحيد والعدل. واعترض في ذلك، فجعل نسخة أخرى قدم فيها الجلى.
وكان القاضي يخاطبه «بالشيخ» ولا يخاطب به غيره، وله إليه مسائل كثيرة أجاب عنها.
قال الحاكم: وسمعت الشيخ الإمام، أبا محمد عبد الله بن الحسين، قال:
«كان له حلقة في نيسابور، قبل خروجه إلى الري، يجتمع بها المتكلمون».
قال: وسمعت غير واحد من مشايخنا يقول: «إن قاضي القضاة، سئل أن يصنف كتابا في فتاوى الكلام، يقرأ ويعلق، كما هو في الفقه، وكان مشغولا بغيره من التصانيف، فأحال على ابي رشيد، فصنف كتاب ديوان الأصول.
ومنهم: أبو محمد عبد الله بن سعيد اللباد، أخذ عن القاضي، وكان خليفته في الدرس، وبقي بعده. وله كتب كثيرة حسنة منها، كتاب النكت، أحسن كتاب.
Page 97