ووجه تقريره أنه قال: إن الإيمان عبارة عن خصال خير، إذا اجتمعت سمى المرء مؤمنا، وهو اسم مدح، والفاسق لم يستجمع خصال الخير، ولا أستحق اسم المدح، فلا يسمى مؤمنا، وليس هو بكافر مطلقا أيضا، لأن الشهادة وسائر أعمال الخير موجودة فيه، لا وجه لإنكارها، لكنه إذا خرج من الدنيا، على كبيرة، من غير توبة، فهو من أهل النار خالدا فيها، إذ ليس في الآخرة إلا فريقان: «فريق في الجنة، وفريق في السعير» «2» لكنه يخفف عنه العذاب، وتكون دركته فوق دركة الكفار «1»
وتابعه على ذلك عمر بن عبيد، بعد أن كان موافقا في القدر وإنكار الصفات.
القاعدة الرابعة: قوله في الفريقين، من أصحاب «الجمل، وأصحاب «صفين»، إن أحدهما مخطئ لا بعينه، وكذلك قوله في «عثمان»، وقاتليه وخاذليه.
قال: إن أحد الفريقين فاسق لا محالة، كما أن أحد المتلاعنين فاسق لا محالة، لكن لا بعينه، وقد عرفت قوله في الفاسق، وأقل درجات الفريقين، أنه لا يقبل شهادتهما، كما لا يقبل شهادة المتلاعنين، فلا يجوز قبول شهادة «علي» «وطلحة» «الزبير» على باقة بقل، وجوز أن يكون «عثمان» و«علي» على الخطأ. هذا قوله، وهو رئيس المعتزلة، ومبدأ الطريقة في أعلام الصحابة، وأئمة العترة.
ووافقه «عمرو بن عبيد» على مذهبه، وزاد عليه في «2» تفسيق أحد الفريقين، لا بعينه، بأن قال: لو شهد رجلان من أحد الفريقين مثل «علي» ورجل عسكره، أو «طلحة» و«الزبير» لم يقبل شهادتهما، وفيه تفسيق الفريقين، وكونهما من أهل النار «3».
وكان «عمرو بن عبيد» من رواة الحديث، معروفا بالزهد. و«واصل» مشهورا بالفضل والأدب عندهم.
2 - الهذيلية
Page 154