وأخذوا عن أرسطو فكرة الهيولى، وهي المادة الأولى للخلق، والتي تكتسب صورتها النهائية مع الوجود.
وهكذا، يكون أرسطو وأفلاطون، قد ساعدا جهود المعتزلة، في صيانة التوحيد، وفي رد التشبيه، وفي القول بالخلق في الزمان.
فمسألة العدم، مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتوحيد، عند المعتزلة، إنهم يرجعون دائما إلى تعريفهم لله، ويحاولون أن يفسروا الخلق، بالنسبة للفكرة التي كونوها عن الله، إن الله لا متناه، واحد، كامل، قادر على كل شيء؛ وعالم بكل شيء ليس بينه وبين العالم أي مشابهة فيما يختص بماهيته، لأن ماهية العالم ناقصة وحادثة، فعليه تكون ماهية العلم غير صادرة عن ماهيته تعالى، ولكن العالم محتاج إلى الله، فيما يختص بوجوده.
هذه العقيدة راسخة عند المعتزلة، ويدافعون عنها بكل حزم.
2 - المخلوقات
قانون الحتمية: ينطبق هذا القانون على العالم الطبيعي، وعلى الأحياء، وتخضع الأجسام لقوانين ثابتة، ولقد خلق الله العالم، بمجرد حريته، لا بطباعه.
وتعتبر المعتزلة «الماهيات»، في حاله العدم، حائزة على خصائص معينة، تظهر مع الوجود.
الكمون والظهور: كل شيء عند المعتزلة بالقوة، وكل قوة تتحقق، أي تمر إلى الفعل.
ويقول النظام: إن خلق آدم لم يتقدم على خلق أولاده، ولا تقدم خلق الأمهات على خلق الأولاد، وإن الله خلق ذلك أجمع في وقت واحد، غير أن الله أكمن بعض الأشياء في بعض، فالتقدم والتأخر، إنما يقع في ظهورها من أماكنها، دون خلقها واختراعها.
Page 140