الظواهر، حسبما مر في باب العموم من هذا الكتاب؛ فإذا كان كذلك؛ خرج مَن سوى الأنبياء من أن يشتركوا مع الأنبياء صلوات الله عليهم في العلم بالمغيبات " (٤/ ٨٤).
ومراده بعلم الأنبياء بالغيب ما كان عن طريق الوحي كما لا يخفى.
• ابتداع نسبة علم الغيب للمخلوق:
وقد بين ابن قتيبة- لسان أهل السنة في القرن الثالث- مبتدعي نسبة علم الغيب للمخلوق مع الحكم بكفرهم، فقال في رسالة " الاختلاف في اللفظ ":
" غلت الرافضة في حبّ عليًّ وتقديمه على من قدمه رسول الله ﷺ وصحابته عليه، وادعائهم له شركة النبي [ﷺ]، في نبوته وعلم الغيب للأئمة من ولده، وتلك الأقاويل والأمور السرية التي جمدت إلى الكذب والكفر إفراط الجهل والغباوة " [ص:٤٧].
وقد سرت هذه البدعة من الرافضة إلى متأخري الصوفية؛ لاندماج الطائفتين بعضهما في بعض، وانتحال الصوفية كثيرًا من العقائد التي ابتدعها الرافضة.
• كلام الرازي في علم الغيب:
وقال الفخر الرازي أوائل تفسير سورة البقرة: " الغيب ينقسم إلى ما عليه دليل، وإلى ما لا دليل عليه، أما ما لا دليل عليه، فهو ﷾ العالم به لا غيره، وأما الذي عليه دليل، فلا يمتنع أن تقول: نعلم من الغيب ما لنا عليه دليل " (١/ ٢٥١).
وذكر في تفسير آل عمران أن الحكمة في ما أصاب المؤمنين يوم أحد تمييز المنافق من المؤمن، ثم قال: