============================================================
وتعجب من تعظيم الله تعالى في قلوب هؤلاء المؤمنين في قوهم، م كفهم التبري من قومهم، ولا متاركتهم حتى أبدوا هم العداوة والبغضاء من أجل كفرهم، وجعلوا غايتهم أن يؤمنوا بالله وحده.
لا جرم أن الله تعالى أثنى عليهم هذا الثناء، وحض أمة محمد حصلى ال اله عليه وسلم- على اتباعهم والاقتداء بهم، ثم قال الله تعالى تأكيدا لذلك: لقد كان32اب] لكم فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول الله فإن الله هو الغني الحميد)(1) .
اعراض عن من لم يقتد بهم، ووعيد وحض على مباعدة الكفار وإظهار العداوة لهم فانظر هذه الآية وما انطوت عليه، فهل يسمع أحد في قلبه شيء من إمان بهذا، نم يقرب النصارى ويشاورهم أو يستكتبهم أو يوليهم على أهل الإيمان؟
لا يفعل ذلك بعد سماع هذه الآيات إلا من أمن مكر الله، واستخف بوعيد الله.
وقد ذكر الله تعالى اليهود والنصارى بأقبح ذكر، ووصفهم بأخس وصف، فقال عز وجل: {أولئك هم شر البرية(2).
فوجب على كل من آمن بالله عز وجل الانقياد لأحكامه واتباع اوامره وتقريب من قرب وإبعاد من أبعد، ولا كلفة في إبعاد النصارى وعزهم عن الولاية والاستخدام إذ غيرهم من المسلمين يفعل ما يفعلونها (1) سورة الممتحنة (الآية: 6)، وقال القرطبي في تفسيرها: أي في إبراهيم ومن معه من الأنبياء والأولياء وأسوة حسنة أي في التبرؤ من الكفار . وقيل: كرر للتأكيد ، وقيل نزل الثاني بعد الأول بمدة وما أكثر المكررات في القرآن على هذا الوجه.
(2) سورة البينة (الآية: 6) .
Page 91