182

Manhaj Qawim

المنهج القويم في اختصار «اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية»

Investigator

علي بن محمد العمران

Publisher

دار عطاءات العلم (الرياض)

Edition Number

الرابعة

Publication Year

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

Publisher Location

دار ابن حزم (بيروت)

قال: "أسألك بمعاقِدِ العِزِّ من عَرْشِكَ"، ففيه نزاع (^١)، نُقِل عن أبي حنيفة كراهته (^٢)، فلا يجوز أن يقول: بحق فلان، أو بحق أنبيائك ورسلِك، وبحق البيت والمَشْعَر؛ لأنه لا حق للمخلوق على الخالق. أما "معاقدِ العزِّ من عَرْشِك" فقيل: هو سؤالٌ بمخلوق، وقيل: هو سؤال بالخالق، فلذلك تنازعوا فيه، وقد نازع بعضُ الناس، وقالوا في حديث أبي سعيد: "اللهمَّ إنِّي أسألكَ بِحَقِّ السائلينَ عليكَ وبحَقِّ مَمْشايَ هذا ... " (^٣) الحديث، وقال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ [النساء: ١] على قراءة الخَفْض (^٤)، كما يقال: سألتك بالله وبالرَّحِم. وفي "الصحيح" (^٥) أن عمر قال: "اللهم إِنَّا كنَّا إذا أَجْدَبْنا نَتَوسُّلُ إليكَ بِنَبِيِّنا وإنَا نتوسَّلُ إليكَ بِعَمِّ نَبِيِّنا فاسْقِنا". وفي النسائي والترمذي حديث الأعمى الذي جاء إليه فقال: ادعُ اللهَ لي أن يردَّ بصري، فقال: "توضَّأ (^٦) فَصَلِّ ركعتين ثُمَّ قل: اللهم إني

(^١) والنزاع مبني على أثر موضوع، أخرجه البيهقي في "الدعوات الكبير": (٢/ ١٥٧ - ١٥٨)، وابن الجوزي في "الموضوعات": (٢/ ١٤٢) وقال: "هذا حديث موضوع بلا شك .. " اهـ. وانظر "نصب الراية": (٤/ ٢٧٢ - ٢٧٣). (^٢) نقله في "الاقتضاء" عن أبي الحسين القدوري في "شرح الكرخي"، وانظر "شرح الطحاوية": (١/ ٢٩٧) لابن أبي العز، و"حاشية رد المحتار": (٦/ ٣٩٦). (^٣) أخرجه أحمد: (١٧/ ٢٤٧ رقم ١١١٥٦)، وابن ماجه رقم (٧٧٨) وغيرهم من حديث أبي سعيد ﵁ والحديث ضعيف في سنده فُضيل بن مرزوق وعطية العَوْفي. (^٤) وهي قراءة حمزة. (^٥) أخرجه البخاري رقم (١٠١٠) من حديث أنسٍ ﵁. (^٦) في "الأصل": "تتوضأ" وهو سهو.

1 / 186