وقد حسّن هذا المعنى الطبري حيث يقول: (وإنما حسن أن يقال: ﴿إِلَى اللَّهِ﴾ بمعنى: مع الله؛ لأن من شأن العرب إذا ضموا الشيء إلى غيره، ثم أرادوا الخبر عنهما بضم أحدهما مع الآخر إذا ضم إليه، جعلوا مكان [مع] [إلى] أحيانًا) (^١).
والقول الثاني:
أن [إلى] على حقيقتها (^٢)، واختلفوا في التقدير:
فقال مجاهد في معنى من أنصاري إلى الله، أي: (من يتبعني إلى الله) (^٣).
وقال الحسن: (معناه من أنصاري في السبيل إلى الله) (^٤).
وقيل: متعلق بمحذوف حالًا من الياء، أي: من أنصاري حال كوني ذاهبًا إلى الله ملتجئًا إليه (^٥).
وقيل: إن أنصاري مضمن معنى الضم؛ لتبقى [إلى] على بابها، أي من يضم نصره إلى نصر الله (^٦).
(^١) جامع البيان ٥/ ٤٣٦.
(^٢) قال القرطبي بعد ذكر أقوال من قال هي على بابها: (وهو الجيد) ٤/ ٦٣.
(^٣) ينظر: فتح الباري ٨/ ٦٤١، الدر المنثور ٢/ ٢٢٣.
(^٤) ينظر: النكت والعيون ١/ ٣٩٥، الجامع لأحكام القرآن ٤/ ٦٢.
(^٥) ينظر: الكشاف ١/ ٣٩٣، التسهيل ١/ ١٤٦، تفسير أبي السعود ١/ ٣٧٣، تفسير القاسمي ٢/ ٣٢٢، إعراب القرآن الكريم وبيانه لدرويش ١/ ٤٤٦.
(^٦) ينظر: النكت والعيون ١/ ٣٩٥، التحرير والتنوير ٣/ ٢٥٥، وينظر أيضًا: المراجع السابقة.