.يه.
[180] وقد يعرض الغلط في الظلمة أيضا من أجل فرط الشفيف. وذلك أن البخار والمياه الواقفة، إذا كانت صافية مشفة شديدة الشفيف وكانت مع ذلك عميقة كثيرة السمك، فإن البصر يدركها مظلمة مع إشراق الضوء عليها ونفوذ الضوء في شفيفها، وإن لم تكن تربتها سوداء، وخاصة إذا أدركها البصر في أول النهار وأخره قبل طلوع الشمس وبعد غروبها، أو إذا كانت محتجبة بالسحاب، ولم يكن صريح ضوء الشمس من فاعل الماء. فإن البصر إذا أدرك البحر والمياه الواقفة الصافية الشفيف الكثيرة العمق في هذه الأوقات فإنه يدركها مظلمة وليس هناك ظلمة.
[181] وإذا أدرك البصر الظلمة في موضع من المواضع ولم يكن هناك ظلمة على ما يدركها البصر فهو غالط فيما يدركه من الظلمة. والغلط في الظلمة هو غلط في القياس لأن الظلمة تدرك بالقياس. وعلة هذا الغلط هوشدة شفيف الماء الذي بهذه الصفة،لأن البصر إذا أدرك الماء الكدر أو الذي فيه كدورة يسيرة الذي ليس شفيفه في الغاية فليس يدركه مظلما وإن كان عميقا كثير السمك.
Page 493